فرغ المخرج محمد حويدق، من إنجاز فيلمه الوثائقي حول ''المسجد الكبير لتلمسان''، يستحضر فيه أهم الأحداث التاريخية وأبرز الشخصيات الفكرية التي كان المسجد شاهد عيان عليها، خاصة في ظل الرسالة الدينية التي ساهم في تبليغها، وكذا القيمة العمرانية والحضارية التي يكتسيها. قال المخرج محمد حويدق، في حديث مع ''الخبر''، إن فيلمه الوثائقي الموسوم ''المسجد الكبير لتلمسان''، يترجم حيزا زمكانيا مهما من تاريخ أعرق مسجد في مدينة تلمسان، المتمثل في المسجد الكبير الذي شيد على يد يوسف بن تشفين، في القرن الثامن عشر، قبل أن يقوم نجله بتوسيعه فيما بعد. وأضاف حويدق أن الفيلم المندرج ضمن إطار فعاليات تظاهرة ''تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية ''2011، يقف عند أهم الأحداث التاريخية التي دارت رحاها آنذاك، فضلا عن استحضار أبرز الشخصيات الفكرية والدينية، التي كان لها الفضل في نشر الدين والفكر الإسلامي، وكذا نقل الثقافة والحضارة الإسلامية، عن طريق هذا المعلم العمراني والحضاري الذي كان ولايزال مفخرة ''التلمسانيين''. وعلى الصعيد ذاته، أوضح محمد حويدق أن الهدف المرجو من إعادة المسجد الكبير لتلمسان إلى الواجهة، يكمن في تسليط الضوء على بعض الجوانب الفنية التي تتمتع بها التركيبة العمرانية الإسلامية، إضافة إلى التنويه ببعض أعلام المنطقة وشيوخها، كالشيخ ''أبو الحسن'' الذي اغتالته القوات الفرنسية داخل المسجد إبان الحقبة الكولونيالية، ''وهي الحادثة التي أدت إلى توقف عقارب الساعة المتواجدة على مستواه عن الدوران إلى يومنا هذا، علما أنه بعد اغتياله تم دفنه بجوار المسجد وتحديدا بشارع النساء، حيث يتواجد حاليا ضريحه''. وذكر حويدق أن الفيلم الذي استغرق قرابة شهر لإنجازه، سيكون مصحوبا بتعليق كتبه بلعباس علياوي، كما أنه سيعرف مشاركة عدد من الممثلين الشباب الذين سيتقمصون شخصيات العمل، ناهيك عن الشهادات الحية التي استقاها من عدة أساتذة مختصين في تاريخ مدينة تلمسان.