شخص مؤسس حركة الإصلاح الوطني السيد عبد الله جاب الله الوضع في الجزائر بقوله إن الظلم هي الصفة الأبرز التي تلف حياة الجزائريين والوضع العام في الجزائر، مشيرا بأن هناك ظلم سياسي وظلم اقتصادي وآخر اجتماعي وتربوي وفكري وعقائدي وظلم إداري وظلم في القضاء وظلم في الأجور''. خلص جاب الله في تحليله للواقع لدى استضافته في ركن ضيف فطور الصباح، إلى نتيجة أن نظاما يقوم على ركائز الرشوة والمحسوبية والجهوية، لا يمكن أن يكون إلا ظالما ظلما شموليا، بمعنى أن ظلمه يشمل كل مناحي الحياة العامة للبلد''. ويرى جاب الله بأن غلق المجالات السياسية وغير السياسية أمام الأحزاب وجمعيات المجتمع المدني ظلم في حق المجتمع، وهو الأمر الذي أدى في نهاية المطاف إلى التأسيس لظاهرة انفصال السلطة عن المجتمع التي يعيشها الجميع والجميع مهدد بدفع ثمنها الباهظ في حال انفجار الأوضاع. وعما إذا كان الوضع في الجزائر مشابها لمثيله في كل من تونس ومصر وليبيا المهددة هي الأخرى بنفس المصير الذي آل إليه نظاما بن علي ومبارك، ذكر جاب الله أن الظلم واحد، ولا يمكن المفاضلة بين ظلم وآخر، وإنما يمكن الحديث عن نظام سيء وآخر أكثر سوءا وثالث أقل سوءا. وبالنسبة إليه ''فقد عدل معظم الحكام العرب في توزيع الظلم على شعوبهم''. لكن حسب المتحدث، وبحكم الثروة المتوفرة في هذا البلد أو ذاك، فإن مجهودات التنمية تظهر على سبيل المثال في دول الخليج العربي أحسن من مثيلاتها، ودولة مثل الجزائر أسوأ من دول الخليج، لكنها أحسن من دول مثل مصر وتونس التي انعدمت فيها التنمية، وهو ما يعني حسب هذا المذهب، أن المشاريع التنموية كالتي عرفتها الجزائر في قطاعات الطرقات والسكن تخفي العديد من جوانب الظلم رغم أن الجزائر تستحق أكثر مما تحقق فيها لو كان هناك عدل''. وعن إمكانية خروج الجزائر من النفق المظلم الذي تتواجد فيه، يبدو السيد جاب الله متفائلا، فيقول بأن شعبنا مجروح، حيث فقد خلال ثلاثة أيام من أيام أكتوبر 88 خمسمائة قتيل، وفقد خلال العشرية الحمراء حسب التقديرات الرسمية حوالي مائتين وخمسين ألف قتيل، وقد أعلن عن هذا الرقم منذ أكثر من عشر سنوات، وهو ما يعني بالضرورة، أن عدد القتلى يكون قد ارتفع أكثر خلال السنوات الأخيرة التي شهدت عددا من الهجمات الإرهابية.. لكن مع هذا يقول جاب الله، بأن إمكانية الخروج من النفق ممكنة في حالة تكريس النقاط التالية: منها ذهاب الحكومة الحالية، وفتح المجال السياسي أمام الجميع، وتكريس مبدأ التداول على السلطة، وتوفير الضمانات للحريات من التعسف، وتحقيق مبدأ الفصل الفعلي بين السلطات، وحماية مقومات الشخصية الوطنية، ومباشرة إصلاحات اقتصادية عميقة تحقق قيم العدل الحقيقية، وإصلاحات أخرى مماثلة ذات أبعاد اجتماعية في مجالات السكن والصحة والشباب والرياضة... وفي حالة عدم الإقدام على هذه الخطوات برأي جاب الله، فجزى الله خيرا الشعب التونسي الذي عبد الطريق والمصري الذي كرس هذا الطريق. الجزائر: العربي زواق جاب الله حمل''' النهضة'' مسؤولية قبر مبادرة الوحدة سننزل إلى الشارع في حال الامتناع عن اعتماد الحزب الجديد حمّل عبد الله جاب الله قيادة حركة ''النهضة'' مسؤولية قبر مبادرة الاندماج في إطار ''النهضة التاريخية'' التي سعى إلى تحقيقها الجانبان. وقال جاب الله في استضافته في ركن فطور الصباح، أن ''قضية النهضة منتهية'' في سياق تشديده على أنه وأنصاره في طريق بلورة مشروع سياسي جديد، قائم بذاته، وأكد ردا عن سؤال حول مسعى لم الشمل ''أنا لا أرى أثرا لأمل الوحدة''، وعزز المتحدث موقفه بالقول ''لقد بعثنا برسالة إلى قيادة النهضة شهر ماي 2010 دعونا فيها إلى تنفيذ ما تم الاتفاق عليه، من خلال وثيقة تحمل رؤية سياسية، للمبادرة منها القانون الأساسي وتنظيم المؤتمر وتاريخه''، وشدد جاب الله ''قيادة النهضة لم ترد على رسالتنا''. واحتفظ جاب الله ببديل، قال إنه سيسعى إليه بكل ما أوتي من قوة، وعبر عن ذلك بالقول ''جميع الآراء متجهة إما إلى استرجاع حقنا في ضوء مطالبة النظام بحقنا في الحزب، وإما سوف نعلن عن حزبنا الجديد خلال الأسابيع المقبلة''، وشدد''المشروع جاهز وهناك أسماء مقترحة سنسمي بها الحزب''. وأوضح ضيف ''الخبر'' أن مسعى بادر به رئيس مجلس ''شوراهم'' يقصد جمال صوالح، في حركة الإصلاح، لعقد مؤتمر استثنائي بمعية جماعة جاب الله، العام المنقضي، غير أن الداخلية رفضت الترخيص له. وهدد جاب الله باللجوء إلى الشارع في حال غلق السلطة كل المنافذ أمامه، بالامتناع عن اعتماد حزبه الجديد أو رفضها منحه الحق في استرجاع ''الإصلاح''، وقال ''نحن نستوفي كل الشروط القانونية من أجل اعتماد الحزب، فإذا فتحوا المجال لاعتماد الأحزاب، فنحن من بين الأحزاب التي سوف تكون معتمدة، أما إذا لم يفعلوا ذلك فالشارع موجود، لأن صبر الشعوب على استمرار الظلم قد انتهى ولا نرضى بمنطق الاستكبار والاستبداد''. وحمل مؤسس حركة الإصلاح الوطني، وزير الداخلية السابق، يزيد زرهوني، ''مسؤولية الظلم الذي وقع علينا''، وكشف ''لقد تقابلت مع زرهوني واعترف لي بأنه أخطأ في حقنا، لكنه قال لي: الرصاصة خرجت ولن تعود''، وأضاف جاب الله ''هذه معالجة أمنية للقضايا''، موضحا أن زرهوني قال له ''هذا آخر كلام عندي''. فيما حمل زرهوني ''مسؤولية الغلق السياسي والتزوير وبالتأسيس لتقاليد بالغة السوء في وزارة الداخلية''. الجزائر: محمد شراق التنسيقية فشلت في مسعاها لأنها فاقدة للمصداقية أرجع عبد الله جاب الله عدم مشاركته في المسيرات الاحتجاجية التي دعت إليها التنسيقية الوطنية للتغيير والديمقراطية، لاختلاف النظرة إلى الأشياء والأهداف المرجوة منها، حتى وإن كان يؤيد بعضها مثل المطالبة بإصلاحات عميقة في الدستور وفي الحياة السياسية والاجتماعية. وقال جاب الله ''يجب أن تكفل السلطات حق التظاهر للجميع دون تمييز''، موضحا بأن حظوظ نجاح مسعى التنسيقية مرتبط بالرجال الذين يقفون وراءها. وفي هذا السياق، قال جاب الله ''الجهات المنادية للتظاهر غير معروفة لدى الشعب الجزائري باستثناء النخبة'' معاتبا إياها على ''التعجل والتسرع في التحرك في الميدان قبل استيفاء شروط نجاحه''. وقدر جاب الله أنه كان الأفضل ''التشاور والتحاور مع مختلف فعاليات المجتمع الجزائري وتتواصل بالشكل الكافي معها بما يضمن تعبئة جماهيرية وتنظيمية قادرة على تغيير مجرى الأوضاع''. وذهب جاب الله لأبعد من ذلك، عندما قال إنه حتى وإن كان ''لا يوافق موقف النظام''، إلا أن ''دعاة التظاهر والذين يتقدمون المسيرات قوى رسمية معروفة فاقدة للمصداقية لذا وجدنا غياب التجاوب من طرف الجزائريين معها''. وعما إذا تلقى اتصالات من جانب التنسيقية، نفى جاب الله وجود أي نوع من الاتصال مع أعضائها، مشيرا إلى أن من أسباب فشل هذه الحركة ''غياب الحوار مع مختلف القوى والقرار الجماعي''، إضافة إلى ''غياب التيار الإسلامي الذي وجدنا بعض الجهات في التنسيقية ترفض التواصل معه''. وبرأي عبد الله جاب الله، فإن ''التيار الإسلامي لا يزال جريحا وينزف بسبب ما لحق به من أذى في السنوات الماضية''، مؤكدا أن ''الإسلاميين هم الوحيدون المؤهلون لتحريك الشارع الجزائري، وعليه فإن على السلطة تشخيص الوضع وفهم الموقف من أجل القيام بإصلاح شامل قبل أن يملوا الصبر والانتظار والخروج للشارع''. وردا على سؤال بخصوص من يمثل التيار الإسلامي القادر على قلب الأوضاع في البلاد، أشار جاب الله إلى ''رموز يعرفها الجزائريون'' نافيا أن يكونوا من ''الفيس أو من أولياء النظام''. الجزائر: جلال بوعاتي قال إن من عيوبه عدم التواصل مع أصحاب النفوذ ''أعدائي كذبوا على بوتفليقة واتهموني بالتعرض لشرفه'' اعترف عبد الله جاب الله، بأن من ''عيوبه عدم تواصله مع أصحاب النفوذ في السلطة'' وهو ما مكن ''بعض أعدائه'' من الإساءة إلى شخصه وزرع الضغائن في صدور بعض المسؤولين في الدولة وفي مقدمتهم رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة. بالنسبة إلى جاب الله، ''يوجد من استثمر في خلاف لا أساس له مع الرئيس بوتفليقة الذي لم أتعرض إليه بأي سوء على الإطلاق، غير أن ألسنة السوء قامت بما لا يليق لا دينيا ولا أخلاقيا ولا حتى من باب الرجولة''. وكان جاب الله يتحدث عن سبب ''الظلم الذي لحق به عندما نزعت منه السلطة اعتماد حركة الإصلاح الوطني وسلمته لخصومه''، واضعة حدا لمشواره السياسي وراهنة مستقبله بحدوث تغييرات في أعلى هرم السلطة. وفي هذا الصدد، كشف عبد الله جاب الله قائلا''من عيوبي أنني لا أتواصل مع أصحاب النفوذ، ولذلك استغل بعض أعدائي تشويه صورتي بالأكاذيب، وبأني تعرضت لشرف الرئيس بوتفليقة وهذا كذب.. حيث راحوا يؤولون ما وقع في تجمع انتخابي بولاية سكيكدة، عندما صعد والدي للمنصة ليسلم عليّ وعرفانا مني لفضله علي، خاطبت الحاضرين بأن الشخص الذي أقف إلى جنبه والدي''. وتابع جاب الله ''هنا من أوّل ذلك من قبل مغرضين لا يخافون الله وأوصلوا كلاما منافيا للأخلاق للرئيس بوتفليقة''. وقال إنه حاول إصلاح سوء الفهم الواقع مع الرئيس بوتفليقة، لكن جميع محاولاته باءت بالفشل، مشيرا إلى أنه راسل رئيس الجمهورية ثلاث مرات وفي إحدى المناسبات الوطنية تحدث معه وطلب منه مقابلة، وهو الشيء الذي لم يحدث أبدا. الجزائر: جلال بوعاتي أدعو إلى ثورة على النظام القانوني يقول جاب الله إن الدستور بحاجة إلى مراجعة عميقة ولدينا وثيقة في هذا الشأن، كما أنه يتعين إحداث ثورة على النظام القانوني بأكمله، داعيا على مراجعة جوهرية لقانون البلدية وقانون الانتخابات بما يضمن حرية الترشح واحترام إرادة الشعب من أجل الخروج ببرلمان في مستوى تطلعات الشعب. العلاقات بين الجزائروفرنسا محكومة بمنطق القوة والمصلحة أكد جاب الله أنه ''يجب أن تكون الجزائر مسنودة بقوة شعبها، وهذا لا يتحقق إلا بخدمة السلطة للمواطنين وفتح الحريات ووضع حد لسياسة النهب والفساد التي عرفت أعلى مستويات لها، وقال ''العلاقات بين الجزائروفرنسا يحكمها منطق القوة والمصلحة ''على أن فرنسا هي أكبر المستفيدين من السياسة الاقتصادية في البلاد. وعن قانون تجريم الاستعمار قال المتحدث ''الاستعمار مجرم بذاته، ويجب القضاء على الممارسات التي تخدم الاستعمار''. لم أستدع للتلفزيون الجزائري منذ 99 قال جاب الله إنه لم يستدع للتلفزيون الجزائري منذ 99، عدا سنة 2004 بمناسبة التسجيل للانتخابات، وكان ضيف ''الخبر'' يتحدث عن ''احتكار التلفزيون من قبل الموالين للنظام من قبيل التحالف الرئاسي، موضحا أن الإجراءات التي أقرها الرئيس بوتفليقة فيما يخص فتح التلفزيون على المعارضة ''جيدة إن طبقت''. الجزائر: محمد شراق الثورة المصرية تؤهل القاهرة لقيادة الأمة العربية توقع عبد الله جاب أن تستعيد مصر ريادتها للأمة العربية بعد نجاح شبابها في إعادة بعثها من جديد بفضل ثورتهم السلمية التي أطاحت برأس النظام الحاكم. غير أنه ربط ذلك بمدى حرص ''الشبان الثوار'' على تلبية مطالبهم. وتوجد على رأسها التمكين للشرعية الثورية الجديدة و''كنس'' كل الشرعيات السابقة، بداية بتنظيف مؤسسة الرئاسة، ووضع دستور جديد للبلاد، وإحداث قطيعة مع رموز ومسؤولي النظام السابق.. وقتها ''يمكن لمصر أن تتبوأ مكانة الريادة والقيادة في العالم العربي من جديد.