بدأت المواقف العربية تخرج إلى العلن إزاء التطورات الدامية في ليبيا، بعد ستة أيام من الصمت، حيث أعلنت الحكومة الجزائرية عن انشغالها بالأحداث التي تشهدها منذ أيام، ودعت إلى احترام مطالب المحتجين وفتح حوار بين القوى الليبية. قال وزير الشؤون الخارجية، مراد مدلسي، في تصريح لقناة ''فرانس ''24، أمس، إن ''الجزائر تبدي بالغ انشغالها من الأحداث التي تشهدها ليبيا''. وأعرب عن أمله في ''أن تجد الحركات الاحتجاجية في ليبيا آذانا صاغية وأن يفتح الحوار بين الأشقاء الليبيين كي يتجاوزوا هذه الفترة العصيبة''. وقال مدلسي في السياق: ''نتمنى لأشقائنا في ليبيا كل الخير، ونحن في الجزائر متضامنون مع ليبيا، وهو البلد الذي نعرف بأنه كابد مثل هذه التضحيات والمحن''. وأضاف أن ''وقع المحن التي تشهدها بعض الدول العربية، ما يزال قويا في نفوس الجزائريين، وهي تشكل بالتأكيد تجربة فريدة تمكن الجزائريين من النظر إلى هذه التطورات التي تعرفها المنطقة بحكمة وتبصر''. ودعت تونس النظام الليبي إلى وقف قمع المتظاهرين، وأعلنت عن استعدادها لاستقبال ضحايا الأحداث التي تشهدها الجماهيرية الليبية من جرحى ومصابين والتكفل بهم طبيا وصحيا. من جانبها، أعلنت الأردن رفضها استهداف المدنيين في ليبيا واستخدام الطائرات الحربية والمدفعية الثقيلة ضدهم. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الأردنية، محمد الكايد، إن إراقة دماء أبناء الشعب الليبي الشقيق يجب أن تتوقف فورا. وأضاف الكايد أن هذه الأعمال والوسائل والأساليب في التعامل مع المدنيين تشكل ''خروقات جسيمة لمنظومة القانون الإنساني الدولي، مثلما تشكل انتهاكات بالغة لحقوق الإنسان وحرياته الأساسية''. وانضم الأمين العام لجامعة الدول العربية، عمرو موسى، وعدد من الأمناء العامين المساعدين في الجامعة، أمس، إلى العشرات من موظفي الأمانة العامة لجامعة الدول العربية من مختلف الجنسيات، في وقفة احتجاجية أمام مقر الجامعة للتضامن مع الشعب الليبي المطالب بالتغيير السياسي والديمقراطي الحر، وإدانة استخدام العنف ضد المدنيين والمتظاهرين. وعقدت جامعة الدول العربية اجتماعا طارئا لبحث الأوضاع المتفاقمة في ليبيا. وشجب الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، عبد الرحمن العطية، أعمال العنف التي يرتكبها النظام الليبي حاليا ضد أبناء شعبه العزل. ووصف العطية، في بيان صحفي، الأعمال التي يقوم بها النظام الليبي ضد أبناء شعبه بأنها ''تفتقر إلى أبسط القيم الإنسانية وتتنافى مع الكرامة وحقوق الإنسان''، داعيا إلى ''وقفة عربية وإسلامية ودولية عاجلة، لمناصرة الشعب الليبي الذي يتعرض لعملية إبادة حقيقية''. وناشد المجتمع الدولي ''إنقاذ الشعب الليبي ووضع حد لمثل هذه الانتهاكات البشعة''. وأدانت منظمة المؤتمر الإسلامي استخدام القوة المفرطة ضد المدنيين في ليبيا، ما أسفر عن سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى. واعتبرت في بيان لها أن ''ما يجري في ليبيا من قمع وترويع كارثة إنسانية تتنافى مع القيم الإسلامية والإنسانية''. الجزائر تتابع المرحلة الانتقالية في مصر وتونس أكد وزير الشؤون الخارجية، مراد مدلسي، في تصريح لقناة ''فرانس ,''24 أن الجزائر ''تتابع باهتمام المرحلة الانتقالية في تونس ومصر''، مشيرا إلى أن الحكومة الجزائرية مستعدة لأن تقدم لهما الإسهام الذي تنتظرانه منها لتمكينهما من تخطي هذه المرحلة الانتقالية. وقال مدلسي، ردا على سؤال حول محاولات التظاهر في الجزائر وتكرار سيناريو تونس أو مصر، إن وسائل الإعلام الدولية مدعوة إلى مزيد من ضبط النفس والتبصر في تحاليلها بشأن الوضع في الجزائر. وأكد: ''نحن مستعدون لاستقبال كل وسائل الإعلام التي ترغب في المجيء إلى الجزائر، لنسجل معا بأننا لم نعالج جميع المشاكل، ولكننا ما فتئنا نعمل منذ حوالي عشر سنوات على تحسين الأوضاع في مجالات الأمن والحريات والاقتصاد والوضع الاجتماعي والثقافي''.