أعلن وزير الخارجية الألمانية، غيدو فيسترفيلّه، بعد لقاء عقده مع وزير خارجية المغرب، الطيب الفاسي الفهري، في مقر الوزارة ببرلين، أن حكومته اقترحت على وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي إقرار أربع عقوبات على ليبيا، هي ''منع تام على تصدير الأسلحة إلى البلد، ووقف تصدير المعدات والأجهزة للقوى الأمنية فيه، وتجميد ممتلكات القذافي وعائلته في أوروبا، ومنع إعطاء تأشيرات دخول لهم وللقيادة الليبية''. وأوضح فيسترفيلّه، الذي عاد من زيارة قادته إلى مصر، أن ''زمن النداءات ولّى، وجاء الآن زمن التصرف''، مشيرا إلى أن مجلس وزراء الاتحاد الأوروبي سيجتمع في أقرب وقت لإقرار الخطوات الأربع ضد النظام الليبي. وأضاف قائلا: ''على أوروبا التصرف بسرعة وعدم انتظار العالم كله لكي تتحرك''، فيما كشف أنه بحث مع نظيره الإيطالي، فرانكو فراتيني، أمس، في برلين، الموقف المطلوب فوافق باسم حكومة إيطاليا على العقوبات الأربع. ويحدث هذا في الوقت الذي أعلنت فيه مفوضية الأممالمتحدة العليا للاجئين أنها تعمل عن كثب مع السلطات التونسية لإقامة مخيّم مؤقت لإيواء نازحين محتملين من ليبيا على الحدود المشتركة مع تونس، بدت كل الفنادق في مدينة بن قردان الحدودية مع ليبيا مليئة بالمواطنين الليبيين، الذين فروا إلى تونس مخافة القتل والتنكيل. وبثت قناة ''دويتشه فيلله'' الألمانية تقريرا عن الوضع في الحدود الليبية التونسية، كشفت فيه عن استعدادات لاستقبال اللاجئين الليبين، وقد أقام المواطنون التونسيون من جانبهم الخيام في المعبر الحدودي في مدينة رأس جدير، كما جهز الهلال الأحمر التونسي بالتعاون مع وزارة الصحة التونسية والجيش الوطني التونسي والحماية المدنية ومنظمات حقوقية أخرى ومؤسسات المجتمع المدني مخيمات مجهزة بالأدوية والأطعمة والكوادر الطبية والحماية المدنية لاستقبال اللاجئين من ليبيا، ممن كانوا يقيمون هناك أو من المواطنين الليبيين الذين قد يحتاجون إلى الإغاثة والعناية الطبية. لكن رغم كل هذه المساعي يجد المصابون والجرحى من الليبيين عناءً كبيراً في الوصول إلى الحدود التونسية الليبية. عن ذلك يقول مبروك المعياري، وهو ممرض في المستشفى الجهوي بمدينة بن قردان: ''نحن هنا لإغاثة كل الوافدين من كل الجنسيات وقد وردت علينا حالات تعاني من خوف ورعب وهلع مما رأوه ومن كل ما يحصل من أحداث دامية هناك. لكن للأسف يعجز المصابون الليبيون عن الوصول إلى هنا، لأن السلطات تمنعهم من مغادرة ليبيا، رغم توجيهنا نداء لكل هؤلاء بأننا على أتم الاستعداد لتقديم العون والمساعدة''.