عاشت، نهاية الأسبوع، متوسطة فرحات محمد الطيب ببريكة في باتنة، المعروفة باسم ''سنات''، حالة ذعر وخوف، إثر إصابة 11 تلميذا تتراوح أعمارهم بين 12 و14 سنة بتسمم غذائي مصدره ثمار برية. أكدت معلومات متطابقة أن المصابين أقدموا على تناول ثمار شجرة مغروسة منذ سنة 1971 بهذه المؤسسة التربوية. وقد بدأت الحادثة عندما تذوق أحدهم محتوى الثمرة، فأبلغ زملاءه بأن طعمه حلو، ما أدى بباقي التلاميذ إلى الأكل من الشجرة، وبعدها أحسوا بحالات غثيان وآلام حادة في بطونهم، فنقلوا تباعا إلى المؤسسة العمومية الاستشفائية محمد بوضياف ببريكة، وهم يعانون من التقيؤ، وهناك أجمعوا على أنهم أكلوا من شجرة واحدة، وقد وضعوا تحت الرقابة الطبية لمدة يومين. هذه الوقائع جعلت القائمين على شؤون المتوسطة يعلنون حالة طوارئ، حيث نادوا في التلاميذ بواسطة مكبرات الصوت محذرين، ''لا تقربوا هذه الشجرة''. وأفادت مصادر بأن الشجرة قام بغرسها أستاذ فرنسي كان يدرس بالمتوسطة قديما، وهو لا يزال على قيد الحياة، حيث ينتظر أن تتم اتصالات به من أصدقاء مازالوا على علاقة معه، قصد إعطائهم معلومات عنها، حيث يجهل اسمها وفائدتها. وتركت الحادثة لغزا كبيرا لدى الأسرة التربوية بالمتوسطة، كون الشجرة موجودة بالساحة منذ 40 سنة، ولم يجرؤ أحد من قبل على الاقتراب منها. كما لم يخف القائمون تخوفهم من لجوء التلاميذ إلى التناول منها خارج المتوسطة، حيث إن أغصانها تطل على الشارع. من جانب آخر، أفادت مصادر مطلعة بأن مدير المتوسطة حظي بتشكرات أولياء التلاميذ، كونه لم يدخر أي جهد في الاطمئنان على حالة التلاميذ، مستعملا في ذلك وسائله الخاصة ليلا، وسجلوا ارتياحهم لتفهم حالاتهم النفسية والصحية، حيث قرر إعادة إجراء الامتحان لهم.