تعرض أكثر من 150 شخص، بينهم 46 طفلا تتراوح أعمارهم بين 3 و12 سنة، لتسمم غذائي، نهاية الأسبوع، في حفل زفاف أقيم ببلدية ذراع بن خدة، لابن أحد أغنياء المنطقة، ما أثار حالة من الذعر والارتباك إثر بداية ظهور أعراض التسمم على المدعوين، تطلب دعوة مصالح الحماية المدنية ومساعدة المواطنين لنقل المصابين إلى مستشفى نذير محمد بعاصمة الولاية، بعد أن عجز الطاقم الطبي بالعيادة المتعددة الخدمات بالبلدية عن السيطرة على الوضع. وقد عاشت مصلحة الاستعجالات بمستشفى نذير محمد حالة من الفوضى، خاصة وأن المصلحة لم تستطع أن تحتوي هذا العدد الكبير من المصابين في وقت واحد. ما حدث بالتفصيل أن المدعوين إلى هذا العرس الذي احتضنته إحدى القاعات الفخمة بهذه البلدية تناولوا قطعا من "الكعكة" التي يقطعها العريسان (La piéce montée) مثلما جرت العادة في المنطقة، بأن تقطع هذه القطعة الكبيرة من الحلوى يوم حفل الزفاف وليس يوم الخطبة، و من واجب أهل العريسين توزيع قطعها بالتساوي على كل المدعوين، صغارا وكبارا، لكي لا يلحق العريسين أي مكروه، فتفاديا لذلك تحرص أم العريس خاصة، على أن يأكل منها كل المدعوين، إلا أن المكروه، هذه المرة، لحق المدعوين جميعا بتناولهم هذه الحلوى التي تم تحضيرها في إحدى المخابز المشهورة في مدينة تيزي وزو، والمعروفة بحسن السمعة وكثرة الزبائن. فأصيب كل الذين أكلوا من هذه الحلوى على الفور بحالة تسمم بدأت أعراضها بالغثيان والقيء والاسهال، وانتهت بغيبوبة دخل فيها أكثر من ثلاثين مدعوا، فيما تعرض الآخرون لأعراض التسمم المذكورة فقط. وقد اتصت "النهار" بأحد أولياء الأطفال الضحايا، فقال لنا إن ابنه البالغ من العمر 3 سنوات أكل جزء صغير جدا من حصة أمه التي حضرت العرس وأصيب على الفور بحالة إغماء ثم دخل في غيبوبة لم يفق منها إلى حد كتابة هذه الأسطر، وإنه قلق جدا لحالته. ونحن نتسائل عن الظروف والمواد التي تم بها تحضير هذه الحلوى التي بتناول جزء صغير منها وصل طفل في الثالثة من عمره إلى مصارعة الموت. كما علمنا من مصادر أمنية بأن مصالح الشرطة القضائية فتحت تحقيقا معمقا حول الحادثة لبحث ظروف وملابسات وأسباب الحادثة وتحديد المسؤول عنها.