أمر الله سبحانه وتعالى محمّدًا صلّى الله عليه وسلّم أن يقتدي بالأنبياء عامة، وأن يقتدي بنبي الله إبراهيم خاصة، فجاء الأمر لأمّة الإسلام بالاقتداء بنبي الله إبراهيم عليه السّلام، وورد ذِكرُه في القرآن في اثنين وستين موضعًا: ''قد كانت لكم أُسوةٌ حسنةٌ في إبراهيم والّذين معه'' الممتحنة.4 وشعائر الإسلام مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بهذا النّبيّ الكريم عليه السّلام، فالحج الشعيرة الكبرى للمسلمين كلّها تذكير بسعيه وطوافه، وبنائك للكعبة وذبحه لله، ولا عجب أيضًا أن يُطالب المسلم بتذكّر سيّدنا إبراهيم عليه السّلام كلّ يوم في صلاته فيقول: ''اللّهمّ صلِّ على محمّد وعلى آل محمّد، كما صلّيتَ على إبراهيم وآل إبراهيم إنّك حميد مجيد''، فهي علاقة مباشرة بين سيّدنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم وأبيه إبراهيم عليه السّلام، فقد كان محمّد استجابة الله لدعوة إبراهيم في مكّة حين نظر إليها، وقال كما حكاه القرآن الكريم: ''ربَّنا وابْعَث فيهم رسولاً منهم يتلو عليهم آياتِك ويُعلِّمُهم الكتاب والحكمة ويُزكِّيهم إنّك أنتَ العزيز الحكيمُ'' البقرة129، ويقول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في ذلك: ''أنا دعوةُ إبراهيم'' وبِشارة عيسى، ورُؤيَا أُمّي الّتي رأت -حين وضعتني- وقد خرج لها نورٌ أضاءَت لها منه قصور الشام''.