تسببت الاحتجاجات الشعبية التي تشهدها المدن الليبية المطالبة بتنحية النظام القائم تحت زعامة معمر القذافي، في تدفق غير مسبوق للحرافة الأفارقة باتجاه الجزائر، فاق عددهم 1300 مهاجر غير شرعي دخل معظمهم التراب الوطني بطريقة غير قانونية هروبا من الأوضاع المتأزمة في ليبيا وخوفا من الملاحقات التي تطال أصحاب البشرة السمراء من قبل الثوار الذين يحسبونهم من المرتزقة الذين استعان بهم القذافي. وقد قامت مصالح الأمن الوطني بولاية إليزي، في ظرف أسبوع، بترحيل أزيد من 1000 رعية إفريقية إلى بلدانهم الأصلية، بعد أن فروا من بطش النظام الليبي ودخلوا الأراضي الجزائرية بطريقة غير شرعية، حيث تم التكفل بهم بمراكز الإيواء التي تم وضعها بالمناطق الحدودية إلى غاية ترحيلهم، بعد أن تم توفير لهم حافلات ضمنت نقلهم مباشرة من إليزي إلى جانت ومن هناك إلى ولاية تمنراست، ليأخذ كل إفريقي طريقه إلى الدولة التي ينحدر منها. وقد جندت مصالح الأمن الوطني بإليزي حوالي 50 عنصرا ما بين عون وضابط شرطة للتكفل بنقل ومرافقة هؤلاء الرعايا إلى غاية تمنراست انطلاقا من إليزي مرورا بجانت مع ضمان الإطعام طيلة ساعات السفر في رحلة تستغرق ثلاثة أيام في بعض الأحيان، نظرا لبعد المسافة وصعوبة الطريق المؤدية إلى تمنراست كونها غير معبدة، بالإضافة إلى التعطل المستمر للمركبات الناقلة للحرافة الأفارقة. وفي هذا الإطار، أكدا مصدر أمني ل''الخبر''، أنه يتم يوميا إجلاء ما بين150 إلى 200 رعية إفريقي من الدبداب الحدودية إلى إليزي، ويتم تجميعهم في مراكز الإيواء يومين فقط كحد أقصى تمهيدا لنقلهم برا إلى بلدانهم الأصلية عبر تمنراست. وأوضح ذات المصدر بأن القائمين على عملية ترحيل المهاجرين الأفارقة يجدون صعوبات كبيرة في ترحيلهم، لأن هناك خروجا مستمرا لهؤلاء من ليبيا. وتتواصل عملية توافد الرعايا الأفارقة من المعابر الحدودية مع ليبيا، حيث سجل، أمس، بمركز الدبداب الحدودي المتاخم لمعبر غدامس الليبي دخول 120 رعية من جنسيات إفريقي، هربوا من جحيم الوضع الذي يسود ليبيا هذه الأيام، ودخلوا التراب الجزائري في وقت سابق بطريقة غير شرعية، كما تم أول أمس، إجلاء نحو 190 رعية إفريقي من مراكز الإيواء بالدبداب وعين أمناس باتجاه إليزي لترحيلهم إلى بلدانهم الأصلية، وأغلب هؤلاء يحملون جنسيات دولتي المالي والنيجر، تم توقيفهم في اليومين الماضيين من طرف دوريات الدرك والجيش الساهرين على تأمين الشريط الحدودي.