الغرب يريد بضرب القذافي دفع تهمة دعم أنظمة الاستبداد قدّر الدكتور برهان غليون، المفكر العربي وأستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة السوربون بباريس، أن ''الحرب البرية لا مفر منها إذا تمكن القذافي من التحصن بالمدن والأشخاص''، مؤكدا أن ''الدول الغربية أرادت بقرار الحظر الجوي نفي تهمة دعم الأنظمة الاستبدادية''. ولم يجد الدكتور برهان غليون في اتصال هاتفي مع ''الخبر'' من باريس، الأوصاف الكافية للتعبير عن حجم الكارثة التي أوقع العقيد معمر القذافي شعبه فيها، وعلق قائلا: ''لقد أظهر القذافي تمسكا جنونيا لا حدود له بالبقاء في السلطة، وأدخل بلاده في أتون حرب مدمّرة''. ووقف برهان غليون في صف الثوار الذين يطالبون القذافي بالتنحي والرحيل، قائلا: ''الشعب الليبي لفظ القذافي بعدما حكمه 42 سنة بالحديد والنار، ومن حق هذا الشعب اختيار شخص آخر لقيادته''. وبخصوص التطور الحاصل في الأحداث بفرض مجلس الأمن حظرا جويا على ليبيا، أوضح أستاذ علم الاجتماع السياسي بالسوربون ل''الخبر'' أن ''الوضع الحالي يعني أننا دخلنا في مواجهة عسكرية بين قوات دولية تطبق قرارا أمميا وبين ميليشيات تابعة تدافع عن شخص العقيد القذافي''. ويعتقد الخبير في الشؤون السياسية أن ''التدخل العسكري الغربي لن يتوقف عند ضربات جوية وإنما سيمتد لا محالة إلى البر، إذا تمكن القذافي من التحصن بالمدن والأشخاص''. ويفصل المتحدث في هذه النقطة بالقول ''المشكلة أنه لما يحصل تدخل عسكري بهذا الشكل لا يمكن التوقف إذا فشل الطيران الحربي في حسم المعركة، يعني الفشل في وقف زحف كتائب القذافي وحماية المدنيين''، مضيفا أنه ''إذا نجحت قوات القذافي في التقدم أكثر نحو المدن والتحصن بها واستخدام أشخاص كدروع بشرية لمواجهة القصف، فهذا وضع يستوجب نزول القوات على الأرض لتحرير المحتجزين وتطهير المدن''. ودافع الدكتور غليون عن إصدار مجلس الأمن قرار الحظر الجوي، ورأى فيه أنه ''قرار يهدف إلى إنقاذ الشعب الليبي من شخص يمكن أن يقوم بكوارث في حال نجح وعاد إلى السلطة بعد هذه الثورة''. وفسّر غليون موقف الجامعة العربية الداعي لتدخل عسكري عبر بوابة مجلس الأمن، بقوله ''السيادة هي للشعب الليبي وليس لرئيس الدولة، والشعب الليبي قال كلمته الرافضة لبقاء رئيس الدولة''. أما تفسيره للموقف الفرنسي المتحمس جدا لضرب القذافي، فيرى برهان غليون أنه ''موقف منسجم مع الموقف الغربي عموما، المحكوم بالمصالح طبعا، ولكنه موقف القصد منه أيضا إعطاء الانطباع بأن الدول الغربية لا تدعم الأنظمة الاستبدادية''. وحول هذه الفكرة يوضح المفكر العربي ''الشعوب العربية تتهم الدول الغربية وهذا صحيح بأنها تدعم الأنظمة الاستبدادية، وهنا يأتي ضرب القذافي كمناسبة سانحة للغرب ليرمم علاقته مع الشعوب العربية، ويبين أنه لا يوفر الدعم لنظام مثل نظام القذافي''. أما الدافع الآخر وراء اتفاق القادة العرب مع قادة الغرب حول ضرب القذافي فهو ''القناعة بأن العقيد الليبي لو يتمكن من الخروج سالما من هذه الأزمة فلن يسلم منه أي أحد وسيصعب التعامل معه بشكل كبير''.