استجاب الاتحاد الأوروبي لمطلب الاتحاد الإفريقي الرامي إلى عقد قمة، يوم الجمعة القادم، في أديس أبابا بنيروبي، لتوحيد المواقف. حيث أكد نيك وستكوت، مستشار مكلف بالشؤون الإفريقية لدى رئيسة الدبلوماسية الأوروبية، كاثرين أشتون، على ''القواسم المشتركة بين الاتحادين فيما يتعلق بالأزمة الليبية''. إذ يطمح الطرفان في ''التوصل إلى حل ينهي الاقتتال ويفتح مسارا سياسيا يستجيب لمطالب الشعب الليبي''، كما قال. وكان الاتحاد الإفريقي قد وجه دعوة للمؤتمر الإسلامي والجامعة العربية والاتحاد الأوروبي لعقد هذه القمة، للبحث عن مخرج تفاوضي وإنهاء الاقتتال بليبيا. كما شكل وفدا من خمسة رؤساء دول، كان يتأهب لزيارة طرابلس، لكن قرار مجلس الأمن بشن الحرب أجلها. كما دعا الاتحاد الإفريقي إلى ''إصلاحات سياسية ضرورية'' مع''احترام السيادة الترابية لليبيا'' وعارض التدخل العسكري الخارجي. وانتقدت الصين وروسيا استعمال القوة، بينما طمأنت تركيا بعدم التدخل عسكريا في ليبيا، حيث قال وزيرها الأول، رجب طيب أوردوغان، إن ''التغيير في ليبيا يجب أن يأتي من ديناميكية داخلية وليس بالتدخل الخارجي''. أما داخل تكتل الحلفاء، فالأمور لا تسير كما كان يجب أن تسير. فأمام عناد العقيد القذافي بقصف مواطنيه بالطائرات والدبابات، تحولت ثورة بنغازي إلى حرب أهلية جعلت المجموعة الدولية تتدخل لإنهاء كابوس المدنيين. وكان يرتقب أن يكسر التدخل العسكري الخارجي شوكة القذافي، لتتحرك المعارضة للإطاحة به. لكن كل ما حدث، أن القصف تسبب في المزيد من الضحايا وآلة الحرب التي يقودها القذافي بقيت تزحف والثوار لا يحركون ساكنا. ويقول وزير الدفاع الأمريكي، روبر غيتس، إن وتيرة الضربات ستتقلص في الأيام القليلة القادمة. وكأن الضربات الجهنمية والقنابل التي أفرغت على ليبيا أصابت الهدف. ففي ثالث يوم من القصف، وجد الحلفاء أنفسهم أمام إشكال كبير. لا يعرفون مدى تأثير القصف الجوي على فصائل القذافي. ولا يمتلكون حتى قيادة موحدة. وفي المقابل غاب الثوار عن المشهد. ولا يمتلكون قيادة توحد الحرب على القذافي ولا يستطيعون مواجهة كتائب القذافي، بل أسقطوا طائرة تابعة لهم. ويعترف الناطق باسم رئاسة الأركان الفرنسية، تيري بوكهارد، بالوضع ''المعقد''، إذ يصعب الفرز بين سيارات القذافي وسيارات الثوار، كما يقول. فكيف يمكن القصف في اشتباك بين الطرفين؟ ويضيف أن ''في كل حروب العالم هذا من اختصاص المشاة''. لكن اللائحة الأممية تمنع ذلك. فوجدوا أنفسهم مكتوفي الأيدي. ثم كيف يمكن تزويد الثوار بالسلاح الثقيل في هذه الحالة؟ من جانبه، اعترف مبعوث الأممالمتحدة، الأردني عبد الإله الخطيب، بصعوبة الأوضاع بعد لقائه بالثوار بطبرق (150 كلم إلى غرب بنغازي).