تعمل المجموعة الدولية، منذ أسبوع، على البحث عن بديل، بالموازاة مع الحرب الجوية، لإقناع القذافي بالتخلي عن الحكم وقد برهن الرجل على عدم وعيه بما يحدث من حوله. وتعددت الاقتراحات من مصادر مختلفة، آخرها اقتراح صدر عن الوزير التركي، طيب رجب أوردوغان، الذي قال: ''القذافي يريد توقيف النار، ذلك ما تمخض من المحادثات مع الوزير الأول الليبي''. لكن يجب على العقيد القذافي تقديم ''ضمانات لقوى الناتو من الآن''، حتى لا يتحول الوضع الليبي إلى ''أفغانستان أو عراق جديد''. وذكر أوردوغان الغرب بأنهم قالوا بأن ''الحرب ستنتهي بعد أيام واليوم يقولون نفس الكلام''. فيما دعا ساركوزي وكامرون القذافي للتنحي فورا وطلبا من أتباعه التخلي عنه، قبيل اجتماع لندن بساعات. من جانبها، قالت كاتبة الدولة الأمريكية، هيلاري كلينتون، ''إن الأممالمتحدة سترسل مبعوثا خاصا إلى طرابلس في الأيام القليلة القادمة برسالة واضحة جدا''. وأضافت: ''سنوجه رسالة واضحة إلى القذافي، ولكن أيضا سنرسل رسالة إلى المحيطين به: أتريدون أن تصبحوا منبوذين وأن تنتهوا في محكمة جنائية دولية؟ لقد حان الوقت للرحيل وللمساعدة على تغيير الاتجاه''. وكشفت كلينتون عن اقتراح كيفية لتسهيل تنحي القذافي من السلطة، في اجتماع اليوم بلندن. أما الرئيس الفرنسي فقد قال منذ ثلاثة أيام إن هناك مبادرة ''سياسية ودبلوماسية'' سيعرضها مع البريطاني ديفيد كامرون، اليوم، بلندن. وصب وزير خارجية إيطاليا في نفس السياق، حيث قال أن إيطاليا ستقدم عرضا، وراح إلى أبعد من ذلك في عرضه اللجوء السياسي للعقيد الليبي وعائلته. وكان الاتحاد الإفريقي قد قدم ''خطة طريق'' على القذافي ووافق عليها مندوبوه الذين حضروا اجتماع أديس أبابا الأسبوع الماضي. وكانت مبادرة الوساطة الأولى جاءت من فنزويلا، لكن الوقت لم يكن مناسبا ولا الناس كانوا مستعدين لسماعها. هذه اقتراحات مختلفة تحاول المجموعة الدولية تقديمها لإقناع القذافي بالتنحي. وقد تنحصر في أمرين: الأول جاء من أصدقاء العقيد (الاتحاد الإفريقي وهوغو شافيز) لكنه يفتقد لوسيلة ضغط وقدرة تطبيقه إذا تم التوافق. والثاني جاء من الحلفاء، تركيا عضو في الناتو وتشارك في الحرب بغواصة وبواخر رغم معارضتها المبدئية، في وقت تمكن الثوار من بسط سيادتهم على المناطق البترولية ونصف التراب الليبي. فيما أعلنت قطر عن اعترافها بالمجلس الانتقالي، لتكون هكذا ثاني دولة تعترف بالثوار بعد فرنسا. ويشار إلى أن اجتماع اليوم تحضره 35 دولة، باستثناء روسيا التي أعلنت عن مقاطعة الاجتماع. فيما يشارك الأمين العام للأمم المتحدة والأمين العام للناتو الذي يقود الحرب على ليبيا منذ أول أمس. ذلك ما يجعل قرارات واقتراحات الحلفاء تتزامن مع القذائف على رأس القذافي وأبنائه.