يقول الله سبحانه تعالى: {يا أيُّها النّبيّ قُلْ لِأَزْواجِك وَبَناتِك ونِساء المؤمنين يُدْنِينَ عليهِنّ مِن جلابيبِهنّ ذلِك أَدْنَى أنْ يُعْرَفْن فَلا يُؤذَيْن} الأحزاب: 59، وقال سبحانه: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى} الأحزاب: 33، وقال تعالى: {وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ} الأحزاب: 53، وقال عزّ وجلّ: {وَقُل لِلمؤمنات يَغْضُضْنَ مِن أبْصارِهنّ ويَحْفَظْن فُرُوجهنّ ولا يُبْدِينَ زِينَتَهُنّ إلاّ ما ظَهَرَ مِنها وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرُهِنَّ عَلَى جيُوبِهنّ} النور: .31 إنّ الحجاب فريضة من الله عزّ وجلّ على كلّ مسلمة، تكريمًا لها وحفاظًا على مكانتها السّامية من أن تُمَسّ بسوء من العصاة. كما أنّه يمنع من وقوع الرجال في فتنتهن، ويحفظهن من الأذى المترتب على ذلك. ولا يصحّ أن تبدي المرأة مفاتن جسدها إلاّ ما ظهر منها وهو الوجه والكفين. قال الإمام الدسوقي (من علماء المالكية) في حاشيته على الشرح الكبير للعلامة الدردير ج1 ص 200 : (يجب ستر وجه المرأة ويديها إذا خيفَت الفتنة بكشفها). وقال العلامة الدردير (من علماء المالكية أيضًا) في كتابه الشرح الصغير، باب الصّلاة: (عورة المرأة مع رجل أجنبي منها أي: ليس بمحرم لها جميع البدن غير الوجه والكفين، وأمّا هما فليسَا بعورة، وإن وجب عليه سترهما لخوف الفتنة). وقال العلامة محمد الحطاب في كتابه مواهب الجليل شرح مختصر خليل، كتاب الصلاة: (إن خشي من المرأة الفتنة يجب عليها ستر الوجه والكفين)، وقال العلامة القرطبي في تفسيره، ج 12 ص 229 : (قال ابن خويز منداد، وهو من علماء المالكية: المرأة إذا كانت جميلة، وخيف من وجهها وكفيها الفتنة، فعليها ستر ذلك). وقد فرض الله عزّ وجلّ الحجاب لحكم وأسرار عظيمة وفضائل محمودة وغايات ومصالح كبيرة، منها: حفظ العِرض: الحجاب حراسة شرعية لحفظ الأعراض، ودفع أسباب الريبة والفتنة والفساد. طهارة القلوب: الحجاب داعية إلى طهارة قلوب المؤمنين والمؤمنات، وعمارتها بالتّقوى، وتعظيم الحرمات. وصدق الله العظيم: {ذلكُم أطْهَرُ لقلوبِكُم وقلُوبِهِنّ}. ستر: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ''إنّ الله حيي ستير، يُحبّ الحياء والستر''، وقال صلّى الله عليه وسلّم: ''أيُّمَا امرأة نَزَعَت ثيابها في غيرِ بيتِها خَرَقَ الله عزّ وجلّ عنها ستره''. تقوى: قال الله تعالى: {يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ} الأعراف: .26 مكارم الأخلاق: الحجاب داعية إلى توفير مكارم الأخلاق من العِفّة والاحتشام والحياء والغيرة، والحجب لمساويها من التلوث بشائنات الأخلاق كالتبذل والتّهتّك والفساد. علامة على العِفّة: الحجاب علامة على عفّة وشرف المرأة المسلمة، وبعدها عن دنس الريبة والشك، قال تعالى: {ذَلِك أدْنَى أنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْن}. قطع الأطماع الشيطانية: الحجاب وقاية اجتماعية من الأذى وأمراض قلوب الرجال والنساء، فيقطع الأطماع الفاجرة ويكف الأعين الخائنة ويدفع أذى الرجل في عرضه وأذى المرأة في عرضها ومحارمها ووقاية من رمي المحصنات بالفواحش. حفظ الحياء: وهو مأخوذ من الحياة، فلا حياة دونه، وهو خُلُق يودعه الله في النفوس الّتي أراد، سبحانه وتعالى، تكريمها، فيبعث على الفضائل ويدفع في وجوه الرذائل. وما الحجاب إلاّ وسيلة فعّالة لحفظ الحياء وخلع الحجاب خلع للحياء، وهو حصانة المرأة المسلمة ضدّ الإباحية.