قررت الجزائر عقد مؤتمر للجمعيات الثقافية الجزائرية في فرنسا، على أن تشمل كافة الجمعيات المتواجدة في أوروبا، بداية من جوان المقبل، من اجل تكريس ''الوحدة والحضور الإيجابي بأوروبا'' في رد على النقاش الدائر في فرنسا حول ''اللائكية'' والذي رفضته الجزائر. وقال كاتب الدولة المكلف بالجالية الوطنية بالخارج حليم بن عطا الله، نهاية الأسبوع، بباريس، أنه شرع في التفكير حول تنظيم مؤتمر للجمعيات الثقافية الجزائرية في فرنسا وانخرط في مبادرة عقدمؤتمر مسجد باريس الذي ينتظر أن يشرف عن اللقاءات المرتقبة، وشكل المسعى خطة من شأنها الرد على النقاش الذي ينظمه الحزب الحاكم في فرنسا، الإتحاد من أجل أغلبية شعبية التي يرأسه فرانسوا كوبي، حيث أبدى عميد مسجد باريس دليل بو بكر، رفضه القاطع للنقاش الذي دفع إليه الرئيس نيكولا ساركوزي، باعتباره ''إهانة للإسلام والمسلمين''. والتقى حليم بن عطا الله، عميد مسجد باريس، في سياق جولة قادته إلى مختلف الممثليات القنصلية للجزائر بفرنسا، حيث شدد الوزير أن المحادثات التي أجراها مع مسؤولي مسجد باريس الكبير والمسؤولين عن النسيج الجمعوي قد تمحورت حول ''ضرورة أن تقدم الجالية الوطنية صورة عن التضامن والوحدة والحضور الإيجابي''. وبدا من خلال المبادرة التي طرحها الوزير أن الجزائر لم تستسغ الموقف الفرنسي حيال الجالية المسلمة، والذي عبّر عنه وزير الداخلية الفرنسي كلود غيان، بعد أن أثار ضجة بتصريح أمس الأول، قال فيه بأن تضاعف عدد المسلمين في بلاده بات مشكلة، ملوحا بإجراءات قال إنه سوف يعلن عنها الأسبوع المقبل، تعلّق على وجه الخصوص ب''الصلاة في الشوارع'' وهو المشروع الذي بات يستعمل كفزاعة للمواطنين الفرنسيين الذين بينهم من استنكر موقف وزير الداخلية على أن من ورائه أهداف انتخابية، مما أثار حفيظة عميد مسجد باريس الذي أكد ل''الخبر'' أنه يرفض أي إجراء يتعارض مع مصلحة الجالية المسلمة في فرنسا، قائلا بشأن المواقف الفرنسية '' نرفض أن يهان المسلمين''. وأوضح بن عطا الله أن تواجده في فرنسا يهدف إلى ''رصّ صفوف الجالية الوطنية من خلال جعلها في خدمة المبادرات المشتركة''، بينما شدد دليل بوبكر على ضرورة مجابهة التصورات المستهدفة للمسلمين وخاصة الجالية الجزائرية في أوروبا وذلك ''بتوحيد الأفكار المتنوعة للمسلمين من ذوي الأصول الجزائرية في فرنسا، الأمر الذي سيبعث على الفهم بأن التصورات القديمة المتعارضة والمجحفة التي تخصنا كانت خاطئة وأن هناك في واقع الأمر رباط موحد. ويتعلق بالهوية على مستوى الجالية الجزائرية''. وينتظر أن يقوم بن عطا الله بجولة إلى أوروبا لعقد لقاءات مع الجمعيات الثقافية الجزائرية هناك وكذا المنتخبين من أصول جزائرية، بينما ستبدأ الجولة من لندن، بداية من 16 أفريل الجاري، ولم يخف الوزير رهانه على مسجد باريس لمكانته المرموقة في فرنسا ودفاعه عن الجالية الجزائرية والمسلمين عموما. مشيرا بان ''ورعه وإشعاعه في فرنسا وأوروبا تعد مؤهلات ينبغي تسخيرها لصالح الجالية الوطنية''. وساق المتحدث أهدافه في إطار ''مشروع نعمل عليه سيكون له بعد أوروبي بمثابة انطلاق في مشاريع أخرى من أجل توحيد رؤى الجالية الجزائرية والتأسيس لشبكات تضامن بينها.