سجود السهو سُنّة مؤكدة، ويكون لنقص سُنّة مؤكدة فأكثر أو سُنّتين خفيفتين فأكثر، وهو قبل السّلام إن نَقَص فقط أو نقص وزاد، وبعد السّلام إن زاد فقط. السنن الّتي يسجُد لأجلها ثماني سنن: قراءة ما سوى الفاتحة، الجهر والسر، التّكبير مرّتين فأكثر سوى تكبيرة الإحرام، التّسبيح مرّتين فأكثر، التّشهّد الأوّل، الجلوس له، والتّشهّد الثاني في الصّلاة الثلاثية، وهي المغرب أو الرباعية كالظهر. فمَن ترك الجهر فيما يجهر فيه وأتى بدله بالسر، فقد حصل منه نقص، وعليه أن يسجد قبل السلام إذا اقتصر على حركة اللسان وهو أدنى السر، فلو أبدل الجهر بأعلى السر وهو أن يسمع نفسه، فلا سجود عليه. ومَن ترك السر فيما يسر فيه وأتى بدله بالجهر، فقد حصلت منه زيادة، وعليه السجود البعدي إذا رفع صوته فوق سماع نفسه ومن يليه، فإن لم يرفع صوته، فلا سجود عليه. ولا يسن سجود السهو لترك الجهر أو السر إلاّ إذا كانت القراءة في الصّلاة الفرض، أمّا إذا كانت القراءة في النفل كالوتر والعيدين، فلا سجود. نوع الزيادة الّتي يسجد لها السجود البعدي: يترتّب السجود البعدي لأجل الزيادة، سواء كانت الزيادة من جنس الصّلاة كزيادة ركعة أو سجدة أو سلام أم كانت من غير جنسها ككلام الأجنبي، ويشترط في هذه الزيادة أن تكون قليلة سهوًا، فإن كثرت أبطلت الصّلاة، سواء كانت من جنسها كأربع ركعات في الرباعية وركعتين في الثنائية، أم من غير جنسها ككثير الكلام أو أكل أو شرب أو حك جسد ونحو ذلك، وكذلك في البطلان إن وقعت عمدًا ولو قلَّت، كتعمّد النّفخ والكلام.