استقبلنا السيد مصطفى بوغابة، أحد تلامذة العلامة عبدالحميد بن باديس، داخل منزله الذي يشبه المتحف، وكله اعتزاز وفخر بتلك الصور التي غطت جدران وزوايا بيته، ويعتبرها ثروته وحياته. صور ابن باديس وزملاؤه في الدراسة والنضال كانت متواجدة بكثرة، حيث استشهد بها عند كل رواية قصّها علينا، ملقيا الضوء على كل مرحلة من مراحل حياته. رغم أنه تجاوز الثمانين من العمر، إلا أن بوغابة أخذنا في رحلة زمنية، تذكر فيها أدق التفاصيل عن مشواره مع جمعية العلماء المسلمين والعلامة ابن باديس الذي اتصل به سنة 1937، عندما التحق بمعهد ليدرس القرآن. وأرجع بوغابة الفضل في التحاقه بهذا المعهد لجاره آنذالك ''والد الشهيد بوذراع'' الذي كان يحضر الدروس الليلية لابن باديس، في مسجد سيدي لخضر، وهو من شجع والده كي يسجله في المعهد لتلقي تعليم واف، حيث درس هناك وتخرّج من مدرسة التربية والتعليم، ليلتحق بالزيتونة في تونس سنة 1945، ثم تخرّج في 1951، ليصبح معلما في مدرسة الفتح بسطيف، ثم معلما في معهد التربية والتعليم، ليتم استدعاؤه سنة 1953 في معهد ابن باديس، حيث عمل هناك إلى غاية 1956، وفي 6 نوفمبر من نفس السنة تم استدعاؤه ليلتحق بالنضال الجبلي، ثم حوّل دوره من هناك إلى تونس، حيث كان نضاله خارجيا، لتتطور بعدها الأحداث ويتواصل نضاله المتعدد حتى الاستقلال.