تعرضت إقامة باب عزيزية إلى قصف مركز على مكتب العقيد القذافي ليلة الاثنين، بالعاصمة الليبية طرابلس. وترتب عن قصف الناتو سقوط جرحى ودمار وقطع الإرسال التلفزيوني الليبي لفترة من الزمن، ثم ظهر سيف الإسلام، نجل القذافي، على قناة ''الليبية'' ووصف العمل ب''الجبان''. كما بثت صورا لليبيين تظاهروا في المكان المدمر، وهم يهتفون باسم القذافي. أعلن حلف الناتو، في بيان صدر أمس، ونقلته وكالة الأنباء الفرنسية، أن القصف استهدف مركز اتصال كان مستعملا في ''تنسيق الهجمات على المدنيين''. وهذه المرة الثانية التي تقصف فيها العزيزية مقر إقامة القذافي. وكشفت صحيفة ''الغارديان'' البريطانية أن القادة الغربيين يريدون تصفية القذافي ''لإنقاذ الحملة الجوية للحلف من الانزلاق إلى طريق مسدود''. وصرح السيناتور الأمريكي ليندسي غراهام أن أسرع طريق لإنهاء الصراع هو ''قطع رأس الحية''. كما لم يستبعد وزير خارجية بريطانيا ويليام هيغ استهداف القذافي لتفادي مرحلة الفتور، واستبعد فرضية تقسيم ليبيا. في الميدان، بقيت مدينة مصراتة تعاني من القصف المتواصل من طرف كتائب القذافي التي أعلنت في وقت سابق عن انسحابها من المدينة في عملية تمويه. وفي الزنتان قصفت كتائب القذافي بصواريخ ''غراد'' مخلفة أربعة قتلى وجريحين، من بينهما طفلة عمرها أربع سنوات، نقلت إلى مستشفى صفاقسالتونسي. كما تواصلت الاشتباكات قرب الحدود مع تونس بين نالوت ويفرن. وشارك الناتو في توجيه الضربات الجوية على الرحيبات، 15 كلم شرقي نالوت. وكان الناتو قد قصف الجمعة الماضي الزنتان مخلفا قتيلين وثلاثة جرحي، حسب مصادر رسمية ليبية. ودار الحديث حينئذ عن جثث محروقة في المستشفيات الليبية جراء القصف. على مستوى المساعي الدبلوماسية لإنهاء الصراع، وصل وزير الخارجية الليبي عبد العاطي العبيدي إلى أديس أبابا لبحث خطة سلام مع الاتحاد الإفريقي.