القذافي يتحدى الناتو بالظهور علنا في طرابلس والحلف يواصل عمليات القصف في تحد واضح لقوات الحلف الأطلسي التي أصبحت تضطلع بمهمة تنفيذ قرار الأممالمتحدة 1973 منذ الرابع من أفريل الجاري، ظهر القذافي أول أمس الخميس في سيارة مكشوفة في طرابلس حسب الصور التي عرضها التلفزيون الليبي وقال أن اللقطات صورت أثناء قصف "الناتو" للعاصمة الليبية. وقد ظهر القذافي وهو يلوح بيديه للمار ة الذين كانوا على أرصفة الطريق والذين بادلوه التحية بدورهم، وأكد التلفزيون الليبي أنه كان يقوم بجولة في مدينة طرابلس أثناء " قصف العدوان الاستعماري الصليبي على مدينة طرابلس"، ومن جهتها ظهرت ابنة القذافي عائشة على شاشة التلفزيون صباح أمس مدافعة عن والدها، وقالت إن مطالبة الغرب بتنحيه هي "إهانة واستفزاز لكل الليبيين" وشنت هجوما عنيفا على دول التحالف وطالبتهم بإيقاف العمليات العسكرية والرحيل عن ليبيا، وأكدت أمام حشد من المؤيدين الذين يلوحون بالأعلام في مجمع باب العزيزية في طرابلس حيث مقر إقامة والدها أن "القذافي لكل الليبيين وليبيا، وهو المجد والعزة والكرامة وهو من جعلنا نحن الليبيين نعانق السماء". في هذه الأثناء واصلت طائرات الناتو شن المزيد من الهجمات على العاصمة الليبية طرابلس حيث أكدت القناة الليبية الحكومية وقوع هذه الغارات وقالت إن هناك ضحايا مدنيين سقطوا خلالها، وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أنه سمع دوي انفجارات خلال تحليق طائرات فوق سماء طرابلس، تلاها قصف من المضادات الجوية الليبية، وأفادت أنباء بوقوع انفجارين قويين في منطقة باب العزيزية حيث يقيم القذافي إثر تحليق الطائرات، وقال شاهد عيان لوكالة رويترز إن صوت طائرات التحالف سمع بوضوح في أجواء طرابلس صباح الخميس وحتى فترة الظهيرة، مضيفا أن المضادات الجوية الليبية صوّبت نيرانها على طائرة تابعة للناتو صباح الخميس. وكان وزراء خارجية دول حلف شمال الأطلسي "الناتو" قد عقدوا أول أمس الخميس اجتماعاً في العاصمة الألمانية برلين لمناقشة الوضع في ليبيا، حيث طالبت كل من فرنسا وبريطانيا الدول الأعضاء الأخرى لزيادة الضغط العسكري على الزعيم الليبي معمَّر القذافي بغرض إرغامه على التنحي عن الحكم، ومن جانبها اتهمت ليبيا دول الغرب بارتكاب قرصنة مالية بحقها حيث دعا وزيرها للتخطيط والمالية عبد الحفيظ الزليطني إلى فك تجميد الأموال التي تملكها بلاده في الخارج لسد الحاجات الإنسانية، وقدر الزليطني الأصول الليبية المجمدة في إطار العقوبات المفروضة على بلاده بنحو مئة وعشرين مليار دولار. وكانت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" قد أعلنت في وقت سابق أن طيرانها الحربي قد واصل قصف الدفاعات الجوية التابعة للقذافي، حتى بعد استلام الناتو لقيادة العمليات العسكرية في ليبيا، وأوضح مسؤولون في البنتاغون أن الهجمات المتواصلة على الدفاعات الجوية التابعة لقوات القذافي لا تعني أن الولاياتالمتحدة قد أعادت النظر بقرارها القاضي بلعب دور مساند محدود لقوات التحالف في مواجهة قوات القذافي، مؤكدين أن أمريكا قد أوقفت الطلعات الجوية النظامية فوق ليبيا منذ انتقال قيادة العمليات في تلك البلاد إلى الناتو، وأشاروا إلى أن واشنطن ستنفذ هجمات ضد قوات القذافي فقط في حال طلبت منها قيادة التحالف الموجودة في العاصمة البلجيكية بروكسل ذلك.