''ليس انتشار الدعوة الإسلامية هو ما يستحق الانبهار وإنما استمراريتها وثباتها على مر العصور، فمازال الانطباع الرائع الذي حفره محمد في مكة والمدينة له نفس الروعة والقوة في نفوس الهنود والأفارقة والأتراك حديثي العهد بالقرآن، رغم مرور اثني عشر قرنا من الزمان''. ''لقد استطاع المسلمون الصمود يدًا واحدة في مواجهة فتنة الإيمان بالله، رغم أنّهم لم يعرفوه إلاّ من خلال العقل والمشاعر الإنسانية، فقول ''أشهد أن لا إله إلاّ الله وأنّ محمّدًا رسول الله'' هي ببساطة شهادة الإسلام، ولم يتأثر إحساسهم بألوهية الله (عزّ وجلّ) بوجود أيّ من الأشياء المنظورة الّتي كانت تتّخذ آلهة من دون الله، ولم يتجاوز شرف النّبيّ وفضائله حدود الفضيلة المعروفة لدى البشر، كما أنّ منهجه في الحياة جعل مظاهر امتنان الصحابة له (لهدايته إياهم وإخراجهم من الظلمات إلى النور) منحصرة في نطاق العقل والدين''. من كتاب تاريخ إمبراطورية الشرق لإدوارد جيبون وسيمون أوكلي، ص .54