نقلت العديد من الوكالات والمواقع الإخبارية، أن الآلاف من طلبة جامعة حلب المصنفة كثاني أكبر مدينة في البلاد بعد دمشق، تحركوا يوم أمس متظاهرين دعما لمنتفضين في بقية المحافظات ومطالبين برفع الحصار عن السوريين المحاصرين في أكثر من مدينة وقرية، وبهذا تكون هذه المدينة التي ظلت طيلة الأسابيع المنقضية من عمر انفجار الشارع السوري بعيدة عن الأحداث. وحسب ذات المصادر، فإن قوات الأمن السورية واجهت بعنف المحتجين وفرّقتهم بالقوة. وكانت بداية هذه الحركة بإقامة الطلبة التي تجمع بها الآلاف منهم، مطالبين السلطات برفع حصارها عن المدن التي تحاصرها قوات الجيش. أما بمدينة حمص المحاصرة والمصنفة كثالث أكبر مدينة، فقد تحدث سكانها عن سقوط تسعة مواطنين من سكانها برصاص قوات الأمن، وأكد هؤلاء الشهود أن العديد من المساكن قد تعرضت للقصف. وعن الوضع العام للمدينة نقلت وكالة ''أسوشيتدبرس'' عن أحد المواطنين قوله ''نحن محاصرون ويتم قصفنا''. وقال شهود عيان آخرين، أن سكنات حي ''باب عمرو'' تعرضت لقصف شديد بقذائف الدبابات والمدفعية. وقال هؤلاء أن الحي محاصر منذ أربعة أيام، وقد قطعت عنه المياه والكهرباء والإمدادات الطبية. وبمحيط مدينة بانياس، تحدثت جمعيات حقوقية أمس، عن مداهمة قوات الأمن السورية القرى القريبة من المدينة واعتقلت العشرات منهم. وقال المرصد الوطني لحقوق الإنسان، ''أن الجيش والأجهزة الأمنية الأخرى داهموا صبيحة أمس قريتي البيضا والقرير المجاورتين لبانياس، واعتقلوا عشرات الأشخاص'' ومن ضمن المعتقلين، وفقاً للمرصد المحامي جلال كندو والشيخ أنس عيروط الذي يعد من قيادات الحركة الاحتجاجي، كما تواصلت في نفس الوقت حملة الاعتقالات في بانياس نفسها. وبمدينة درعا التي أصبحت تاريخيا منطلق الثورة ضد نظام الحكم، فقد ذكر شهود عيان أن دبابات الجيش السوري قصفت منازل بعدد من القرى المحيطة بعاصمة المحافظة. وعن مخلفات المواجهات التي دارت بالعديد من المدن السورية، أول أمس الأربعاء، فقد قدّرت بعض المصادر عدد القتلى بثمانية عشر قتيلا، وهو رقم كبير مقارنة بعدد قتلى الأيام الأخرى باستثناء أيام الجمعة. على الصعيد الدولي، لم تستبعد وزيرة الخارجية في الإتحاد الأوروبي السيدة كاثرين آشتون، إمكانية أن تشمل العقوبات التي سبق وأن سلطتها أوروبا على العديد من الشخصيات البارزة في النظام السوري، الرئيس بشار الأسد نفسه. وأضافت قائلة في مقابلة لها مع الإذاعة النمساوية الرسمية أن ''الرئيس الأسد ليس على اللائحة، لكن ذلك لا يعني أن وزراء الخارجية لن يعودوا لبحث هذا الموضوع''. من جانبه، نفى السفير السوري في لندن، سامي الخيامي، التقارير التي أشارت إلى أن أسماء الأسد زوجة الرئيس السوري بشار الأسد هربت من سوريا إلى بريطانيا مع أطفالها الثلاثة. ووصف الخيامي تلك التقارير بأنها شائعات تهدف إلى التشويش على عملية الإصلاح الجارية في سوريا على حد تعبيره.