شاب يستفسر متى يجب الآذان في أذن المولود؟ الآذان في الأذن اليُمنى للمولود مستحب، لحديث أبي رافع قال: ''رأيتُ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أذّن في أُذن الحسن بن عليّ حين ولدته فاطمة'' أخرجه أبو داود وغيره. قال ابن القيم رحمه الله: ''وسرّ الآذان، والله أعلم، أن يكون أوّل ما يقرع سمع الإنسان كلماته المتضمّنة لكبرياء الرب وعظمته، والشهادة الّتي أول ما يدخل بها في الإسلام، فكان ذلك كما التلقين له شعار الإسلام عند دخوله إلى الدنيا، كما يلقن كلمة التوحيد عند خروجه منها، وفائدة هروب الشيطان من كلمات الآذان...''. ما حكم الكذب على الزوجة؟ روى مسلم في صحيحه عن أم كلثوم رضي الله عنها أنها سمعت رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، يقول: ''ليس الكذّاب الّذي يصلح بين النّاس ويقول خيرًا ويَنْمي خيرًا'' أخرجه البخاري ومسلم. قال ابن شهاب: ولم أسمع يُرَخَّص في شيء ممّا يقول الناس كذب إلاّ في ثلاث: الحرب، والإصلاح بين الناس، وحديث الرجل لزوجته وحديث المرأة زوجها. فيجوز للرجل أن يكذب على زوجته حتّى ترضى ويجبر خاطرها، إن هي غضبت أو حزنت. ولا بدّ أن نوضّح أمرًا هنا، وهو أن الكذب في هذه الأحوال يأخذ حكم المقصد والغاية منه. فإن كان المقصد واجبًا، كان الكذب واجبًا، وإن كان المقصد مباحًا، فالكذب مباحًا... وهكذا. والأحوط في هذا كلّه أن يعتمد العبد على التورية، ومعنى التورية: أن يقصد مقصودًا صحيحًا ليس هو كاذبًا بالنسبة إليه، وإن كان كاذبًا في ظاهر اللفظ مع تجنّب اليمين، لأن الله يقول: {ولا تُطِع كلَّ حَلاّف مَهين} القلم .10 شخص مُقبل على الزواج ويطلب نصائح؟ الزواج سُنّة من سنن الله التي فطر الناس عليها، وهي نعمة عظيمة من نعمه، فبالزواج تحصل السكينة والاستقرار التام لكلا الطرفين. قال الله تعالى: {ومِن آياته أن خلَق لكم من أنفسكم أزواجًا لتسكُنوا إليها وجعل بينكم مودّة ورحمة} الروم .32 وبالزواج يحصل التكاثر. قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: ''تزوّجوا الولود الودود، فإنّي مكاثر بكم الأمم يوم القيامة'' رواه ابن حبان في صحيحه وأحمد والطبراني في الأوسط وغيرهم، وهو حديث صحيح. ويجب أن يتم العقد الشرعي قبل الدخول، وأركانه هي: الولي، الشاهدان، لقوله صلى الله عليه وسلّم صلى الله عليه وسلّم: ''لا نكاح إلاّ بولي وشاهدي عدل'' رواه الخمسة إلاّ النسائي وابن حبان والدارقطني والبيهقي، وهو حديث صحيح.. والمهر ويُسمّى أيضًا الصُداق، وصيغة الإيجاب والقبول. ثمّ يعلن العرس بالوليمة، حيث قال رسول الله، صلى الله عليه وسلّم، لعبد الرحمن بن عوف لمّا تزوّج: ''أَوْلِم ولو بشاة'' أخرجه البخاري. ويجب لمن دُعي إلى وليمة العرس أن يلبي الدعوة، إلاّ إذا كان في العرس منكرات ومعاص، كالاختلاط وكشف العورات، فحينئذ يستطيع العبد المدعو أن يبارك لأهل العرس قبل أو بعد يوم الزفاف. كما يعلن الزواج بالضرب على الدف أيضًا، لقوله صلى الله عليه وسلّم: ''فصل ما بين الحلال والحرام الدف والوصت'' أخرجه النسائي والترمذي وابن ماجه والحاكم والبيهقي وأحمد، وهو حديث حسن. وتكون التهنئة للعروسين بالدعاء لهما، وهي قوله: ''بارك الله لك وبارك عليك وجمع بينكما في الخير'' أخرجه أصحاب السنن إلاّ النسائي. وإذا دخل الزوج على زوجته أخذ بناصيتها وهي مقدمة الرأس وقال: ''اللّهمّ إنّي أسألك من خيرها وخير ما جبلتها عليه، وأعوذ بك من شرّها وشرّ ما جبلتها عليه'' أخرجه أبو داود وابن ماجه. ثم إذا أراد الجماع بها يقول: ''بسم الله، اللّهمّ جنّبنا الشّيطان وجنّب الشيطان ما رزقتنا'' أخرجه البخاري ومسلم. ويحرم على الزوجين أن يظهرا أي أثر للقائهما، كما يفعل بعض الجهلة حين يظهرون للناس ملابس ليلة الدخول، فمثل ما يفعل هذا كمثل شيطان لقي شيطانة في الطريق فتغشاها في مرأى من الناس، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم. فليحذر الأزواج من مثل هذه التصرفات، التي لا تمت لا للإسلام ولا للتحضّر بصلة.. والله الموفق.