فجرت قضية الاحترازات التي تقدم بها وفاق سطيف ضد اللاعب الكاميروني لكوتون سبور جوال مويز بابيندا، فضيحة من العيار الثقيل في بيت الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، حيث اتضح أن الكونفدرالية الإفريقية أهلت اللاعب قانونيا وفقا لتلقيها الضوء الأخضر من الفاف، وهو ما يعني أن لا الوفاق بإمكانه الاستفادة من هذه الاحترازات ولا حتى أولمبي الشلف المالك الشرعي للاعب إلى غاية جوان 2011 بإمكانه الاستفادة من مبلغ تحويله. أثبت الموقع الرسمي للاتحادية الدولية لكرة القدم، الخاص بالكشف التاريخي لتحويل اللاعب الكاميروني جوال مويز بابيندا، المولود بتاريخ 12 جانفي 1984 بالكاميرون، أن المعني بالأمر مؤهل رسميا للعب لنادي كوتون سبور الكاميروني الذي أمضى معه على عقد بداية من 01 سبتمبر 2009 وإلى غاية 30 جوان. والأكثر من هذا فإن الكشف التاريخي لتحويل اللاعب المسجل في الفيفا بتاريخ 06 جوان 2010 تحت رقم التحويل 10027 يثبت أن الاتحادية الجزائرية لكرة القدم قد راسلت الكاف والفيفا، تعلمهما تأن ملف بابيندا قد طوي نهائيا، بمعنى أن الفاف قد منحت الضوء الأخضر لبابيندا بالإمضاء لفائدة كوتون سبور الكاميروني، دون علم فريقه أولمبي الشلف الذي مازال يطالب بحقه إزاء هذا التحويل الغامض، بدليل أن مراسلات إدارة الأولمبي والتي تطالب فيها من الفاف توضيح الرؤية بشأن وضعية بابيندا (''الخبر'' تملك الوثائق التي تثبت ذلك منذ تاريخ 2009)، لم تلق الرد إلى غاية اليوم. مدوار: لم نتلق أي رد من الفاف وسأدافع عن مصلحة فريقي بأي ثمن وفي هذا السياق، أكد رئيس أولمبي الشلف عبد الكريم مدوار في تصريح خص به ''الخبر'' أمس أن إدارته مازالت تنتظر رد الاتحادية الجزائرية لكرة القدم بشأن وضعية اللاعب الكاميروني بابيندا الذي ''لا يزال مرتبطا بعقد مع الأولمبي لغاية جوان ''2011، مضيفا ''الفاف في بداية الأمر راسلتنا لتسوية وضعية بابيندا المالية في نهاية الموسم الكروي 2008، وقد استجبنا للأمر، باعتبار أننا سوينا كل مستحقاته المالية المتمثلة في منحه لأجرتين شهريتين، أي ما يعادل 6 آلاف أورو، حيث اقتطعت الفاف من مستحقاتنا المالية من البث التلفزيوني، وبعدها طلبنا من الفاف تسوية وضعيته، غير أنه لحد كتابة هذه الأسطر لم ترد الفاف على طلبنا''. وفي رده على سؤال عن الطرق التي استعملتها إدارته للاعتراض على تأهيل بابيندا لفائدة كوتون سبور الكاميروني، رد مدوار بالقول ''قبل اللجوء إلى الكاف أو الفيفا، على جميع الأندية الجزائرية إشعار الهيئة المسؤولة عنها وهي الفاف، ونحن فعلنا ذلك، غير أن الفاف لم ترد على مطلبنا''. وقد بدا رئيس أولمبي الشلف عازما على الذهاب بعيدا في هذه القضية، حيث قال ''راسلنا اليوم الفاف للمطالبة بحقنا في قضية تحويل بابيندا، حيث كلفتني ورقة خروجه من الاتحادية الكاميرونية وقتها 50 ألف أورو، فكيف لنا الآن غض الطرف عن المطالبة بحقنا، باعتبار أن اللاعب لم يشرف عقده معنا''، مضيفا أن مطالبته بحق ناديه في الوقت الراهن، رغبة منه في كسب وفاق سطيف الاحترازات التي تقدم بها بشأن هذا اللاعب ''بحكم أنني جزائري، من واجبي الدفاع عن حق فريق من بني جلدتي مهما كلفني ذلك من ثمن''. حسان حمار: وفاق سطيف سيلجأ إلى الفيفا لكشف الحقيقة من جهته ذهب رئيس وفاق سطيف، حسان حمار، في نفس فكرة رئيس أولمبي الشلف مدوار، حينما قال ''نحن في انتظار رد الكونفدرالية الإفريقية، وإذا اقتضى الأمر في حالة ما إن كان الرد سلبي، سنلجأ إلى الاتحادية الدولية لكشف الحقيقة''، مضيفا ''لا يعقل أن يذهب حق فريقي هباءا منثورا، فأولمبي الشلف لحد الساعة يطالب بحقه في استرجاع اللاعب، وعلينا أن نتساءل عن الجهة التي منحته التأهيل دون موافقة فريقه الأصلي''. وأوضح حسان حمار في تصريح ل''الخبر '' أمس، أن إدارته قد تقدمت باحترازات ضد اللاعب جوال مويز بابيندا الذي شارك في مباراة الذهاب مع كوتون سبور التي جرت بمدية غروا الكاميرونية، وهو غير مؤهل قانونيا للعب في هذا الفريق الكاميروني. ولم يكتف رئيس الوفاق السطايفي بذلك، بل أكد أن الكشف التاريخي لتحويل اللاعب بابيندا المسجل في الفيفا، يؤكد أن اللاعب مؤهل من قبل الكاف والفيفا بعد أن أشرت الاتحادية الجزائرية لكرة القدم على شهادته الرياضية الدولية، وهو أمر خطير جدا، فأي منطق أو قانون أو قرار اعتمدت عليه الفاف للقول إن ملف بابيندا قد طوي نهائيا''. مشرارة: لم نمنح بابيندا ورقة خروجه والفيفا اعتمدت على القانون لتأهيله رئيس الرابطة الوطنية لكرة القدم محمد مشرارة، وفي تصريح خص به ''الخبر'' أمس، نفى أن تكون هيئته قد منحت وثيقة خروج اللاعب جوال مويز بابيندا للعب لفائدة كوتون سبور الكاميروني، حيث قال ''على حد علمي لم ترسل أي وثيقة خروج، ولم نؤشر على الشهادة الرياضية الدولية لاعب بابيندا''، مشيرا في نفس الوقت إلى أن اللاعب بابيندا إذا كان يملك إجازة إفريقية وشارك في المباراة المذكورة أمام وفاق سطيف، فهذا يعني أنه مؤهل في فريق كوتون سبور الكاميروني وفقا للقوانين''. وأوضح مشرارة قائلا ''قوانين الفيفا واضحة بهذا الشأن، فأي لاعب يريد تغيير الأجواء بعد مثلا موسما واحدا قضاه مع الفريق المتعاقد معه لأكثر مثلا من ثلاث أو أربع سنوات، ما على الفريق المالك لعقده سوى أن يراسل الفيفا للمطالبة باسترجاع اللاعب أو المطالبة بحقه المالي، وقتها الفيفا تخبر اللاعب بمراسلة فريقه، وإذا رفض المعني بالأمر مثلا العودة، فستحيل ملفه على لجنة النزاعات التابعة لها، حيث ستجبر اللاعب على دفع غرامة مالية تصل في بعض الأحيان إلى ضعف المبلغ الذي تحصل عليه مع فريقه الذي يملك عقده وبعدها سيؤهل في الفريق الذي يريد اللعب له دون الحصول على موافقة ناديه السابق ولا حتى الإتحادية الوطنية المعنية بالأمر''. وأمام هذه المعطيات، يبقى الغموض يكتنف قضية تأهيل بابيندا لكوتون سبور، باعتبار أنه لو سلمنا بأن الفيفا أو الكاف اعتمدت في تأهيلها للاعب على المثال القانوني الذي جاء في تصريح رئيس الرابطة الوطنية، فأولمبي الشلف من حقه استلام مبلغا ماليا نظير قرار تأهيل لجنة النزاعات للفيفا للاعب، وفي حالة ما إن لم يحال ملف بابيندا إلى لجنة النزاعات للفيفا، فلماذا لم ترد الفاف على مراسلات أولمبي الشلف منذ صائفة .2009 كل هذه الأسئلة ستضع حتما الاتحادية الجزائرية لكرة القدم أمام موقف حرج، لأن من واجبها حماية الأندية الجزائرية والسعي لضمان حقوقها في الهيئات الدولية.