يمكث الشهرين دون أن توقد نار في بيته: عن عروة، عن عائشة أنها كانت تقول: ''والله يابن أختي، إنْ كنّا لننظر إلى الهلال ثمّ الهلال ثمّ الهلال ثلاثة أهِلَّة في شهريْن وما أُوقِد في أبيات رسول الله صلّى الله عليه وسلّم نارٌ''. قال: قلت: ياخالة، فما كان يعيشكم؟ قالت: الأسودان، التمر والماء، إلاّ أنه قد كان لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم جيران من الأنصار وكانت لهم منائح، فكانوا يرسلون إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من ألبانها فيسقيناه'' أخرجه البخاري ومسلم. ما شبع من خبز الحنطة حتّى فارق الدنيا: عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه كان يشير بإصبعه مرارًا يقول: ''والّذي نفس أبي هريرة بيده، ما شبع نبي الله صلّى الله عليه وسلّم وأهله ثلاثة أيام تباعًا من خبز حنطة حتّى فارق الدنيا'' أخرجه مسلم وابن ماجه. وعنه رضي الله عنه أنه مرَّ بقومٍ بين أيديهم شاةٌ مَصْلِيَّة فدعوه، فأبى أن يأكل وقال: خرج رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من الدنيا ولم يشبع من خبز الشعير'' أخرجه البخاري. ويؤثر الحصير في جنبه: وصف عمر بن الخطاب رضي الله عنه النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بقوله: ''إنه لعلى حصير ما بينه وبينه شيء، وتحت رأسه وسادة من أدمٍ حشوها ليفٌ، وإن عند رجليه قَرَظًا مصبوبًا، وعند رأسه أَهَبٌ معلَّقة، فرأيت أثرَ الحصير في جنبه فبكيت، فقال صلّى الله عليه وسلّم: ''مَا يُبْكِيكَ؟''. فقلت: يا رسول الله، إن كسرى وقيصر فيما هما فيه وأنت رسول الله. فقال: ''أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ لَهُمُ الدُّنْيَا وَلَنَا الآخِرَةُ'' أخرجه البخاري ومسلم.