احتضن المركز الثقافي الفرنسي، أول أمس، أول عرض للفيلم الوثائقي ''سيناك شاعر جزائري '' بالجزائر، أراد من خلاله المخرج إيريك سينار، أن يلخّص مسار مثقف، عُرف بثورته وبمواقفه المتميّزة، وكذا بتمرّده على فرنسا عندما فضّل جزائريته، وعلى قيم المجتمع الجزائري بإعلان ميولاته الجنسية الشاذة، وعلى الوضع السائد في السنوات الأولى للاستقلال، لعدم تقبّله فكرة رفض منحه الجنسية الجزائرية. وحاول المخرج الإلمام بكل تفاصيل ''سيناك'' في 52 دقيقة، إلا أن تركيزه على الحياة الخاصة، أفقد الشاعر الكثير من تميّزه. وبالرغم من العنوان الذي حمل جزءا من حقيقة الشاعر، الذي أصّر أن يكون جزائريا بمشاعره ومواقفه، إلا أن المخرج جرّده من تلك الصفة، بالتركيز على آراء الآخرين، خاصة صديقه المقرّب جاك ميال الذي لم يتوان عن اتهام الجزائريين بقتله. وفي المقابل لم يتطرّق الفيلم إلى علاقة الشاعر بأسماء أدبية كبيرة، إذ كان أحد مؤسّسي اتحاد الكتاب الجزائريين رفقة مولود معمري، كما كان صديق كاتب ياسين وعرفه بوجدرة الذي غابت شهادته، بالإضافة إلى قدور محمصاجي آخر الباقين على قيد الحياة من مؤسسي الاتحاد. ولم يستعرض الفيلم عمق إبداعات الشاعر ومواقفه السياسية، عدا خلافه مع ألبير كامو، الذي اختار عن قناعة الدفاع عن الجزائر الفرنسية، بينما فضّل سيناك أن يكون جزائريا ويدافع عن استقلال الجزائريين، مع إشارة عابرة إلى الرسالة التي تلقّاها سيناك من كريم بلقاسم، يحثّه فيها على البقاء في فرنسا، لأن الجزائر ليست بحاجة إليه في جبهة المعركة، لكن إلى قلمه ومواقفه.