إنّ قاعدة الشّرع المطهَّر تنصّ على تحريم كلّ الوسائل المؤدّية إلى الوقوع في الفاحشة، والأمر بكلّ ما يحفظ الفضيلة ويضمن العِفَّة، فقد حرّم الخلوة بالأجنبية وحرّم النّظر إلى الحرام وحرّم سفر المرأة بلا محرم، وأمَرَ بغَضِّ البصر فقال سبحانه: ''قُل للمؤمنين يغُضُّوا من أبصارهم ويحفَظوا فروجَهم ذلك أزكى لهم إنّ الله خبير بما يصنعون''، لأنّ غضّ البصر وسيلة إلى حفظ الفرج، وعليه يحرم النّظر إلى ما يُبَثّ في تلك الأفلام من كشف للعورات وعلاقات مزيَّفة محرَّمة، وأخطأ مَن تحجّج بالنّظر إلى تلك الأفلام بمواضيعها الاجتماعية الهادفة أو الموجِّهة، لأنّها في حقيقة الأمر مدمِّرة ومفسدة لعقول وأخلاق الشباب، والأولى توجيه الشباب وتربيتهم التربية الإسلامية الصّحيحة وتنشئتهم على العقيدة الصّحيحة وربطهم بكتاب الله تعالى وسُنّة نبيّه صلّى الله عليه وسلّم، لا بتلك الأفلام والمسلسلات أو بهؤلاء الممثّلين الّذين قيل أنّهم كانوا سببًا في تشتّت العديد من الأُسَر بسبب تعلّق النِّساء بهم. هذا من جهة، ومن جهة أخرى قد تضيِّع المرأة ساعات وساعات أمام شاشة التلفزيون لمشاهدة تلك الصور، فتَقتُل وقتها الّذي ستُسأل عنه يوم القيامة، وتُضيِّع وقتها فيما لا ينفع، وتضيّع بالضرورة واجباتِها نحو زوجها ونحو أولادها وبيتها. فننصح النِّساء بالإعراض عن تلك المسلسلات والإقبال على البرامج الدينية والتربوية الهادفة، والإقبال على حفظ كتاب الله تعالى، والاشتغال بالطاعات، واغتنام الوقت فيما يُرضي اللهَ تعالى. والنّظر الجائر هو ما اقتصر على الوجه والكفين بالنسبة للمرأة، وما فوق السرّة وأسفل الركبة بالنسبة للرجل، فمن تعدت ذلك فقد ظلم والظلم ظلمات يوم القيامة، فالعبرة في المشاهدة وما يشاهد، وليس فيمن يعرض هذه الأمور، أمّا إن اعترضت من مسلم وكان فيها تعدي حدود الله فالإثم يلحق العارض والمشاهد، والله المستعان.