الشيخ زين الدِّين: ''سوء أدب مع الله'' من يقطع هاتفه في الصّلاة، و''باطلة'' من كثرت حركاته الشيخ بن يونس: إيقاف الهاتف في الصّلاة عدّة مرّات من العبث وهو مُبْطِلٌ للصّلاة أفاد علماء من الجزائر أنّ انشغال المأمومين بالنّظر إلى هواتفهم والضغط عليها لإقفالها كلّما رنّ أثناء الصّلوات، عدّة مرّات، يُبطِل صلاتهم، لكثرة الحركة من جهة، ومن جهة أخرى لإزعاج وإذاية المصلّين وصرفهم عن الخشوع في الصّلاة. برغم تنبيهات الأئمة قُبَيل أداء الصّلاة وعشرات اللافتات الملتصقة في كلّ زوايا المساجد لتنبيه المصلّين بإغلاق هواتفهم، إلاّ أنّ هذه الوسيلة لم تنجح، ما جعل العديد من المواطنين في عديد المساجد عبر الوطن يتركون هواتفهم النقالة مفتوحة أثناء الدخول في الصّلاة ولا يغلقونها أو يضعونها على الصامت، فتجد رنين الهواتف أثناء الصّلاة، كما تجد مَن يُخرِج هاتفه وهو في الصّلاة وينظُر إلى المتصل ثمّ يضعه في جيبه بعد قطعه الاتصال، وما تُسبّبه من حركات قد تبطل صلاة المأموم إذا تعدّدت الاتصالات. وفي استطلاع ''الخبر'' لآراء علماء من الجزائر قصد توضيح المسألة التالية: ''أفتَى علماء المالكية ببطلان صلاة مَن تكثر حركاته''... ومن هذا المنطلق: هل تبطل صلاة مَن يقطع اتصالات هاتفه النقال أو عدّة مرّات في الصّلاة الواحدة؟ بنى الشيخ زين الدِّين سي العربي إمام مسجد فارس بالقصبة حكم بطلان صلاة مَن يكثِر من الحركة بسبب انشغاله بقطع المكالمات الّتي تصله عبر جواله بمسألة مَن يُكثر من حركاته. أفاد إمام مسجد فارس أنّ صلاة مَن قلَّت حركته والتفاته واشتغاله بيده وحركة رأسه ''مكروهة''، مؤكّدًا أنّ مَن زادَت حركته عن حدِّها وأكثر من ذلك فإنّها ''باطلة''، وأضاف ''هذا هو المشهور عند السادة المالكية''. واعتبر المتحدث أنّ مَن قطع اتصالاته الهاتفية وهو قائم يُصلّي، مرّة أو مرّتين ''سوء أدب مع الله''. وأضاف أنّ ''مَن كَثُرَت حركاته -بسبب قطعه للجوال- فصلاتُه باطلة''. أمّا الشيخ بن يونس آيت سالم، نائب رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، فيرى أنّ كثرة الحركة في الصّلاة ''من العبث'' الّذي قد يصل إلى حد بطلان الصّلاة. وأوضح الفقيه التلمساني أنّ الخشوع في الصّلاة الّذي هو روحها، ولا يحصل إلاّ إذا كان المصلّي هادئًا ومنقطع الصلة عن الأمور الدنيوية، لقول النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في الحديث الصحيح: ''إنّ في الصّلاة لشُغْلاً'' بمعنى أن فيها شغلاً عن غيرها، وهذا يدل على أنّ المصلّي يجب عليه أن يتفرَّغ للصّلاة من جميع الأشغال والمشوِّشات حتّى يكون مُقبِلاً عليها بالظاهر والباطن. وأضاف المتحدث أنّ الإنسان يجتهد لتحصيل الخشوع، وهذا يقتضي منه ألاّ يقوم بحركات إلاّ ما اضْطُرَ إليه على أن لا يكون كثيرًا، وأن لا يتكلّم كلامًا خارج عن الصّلاة إلاّ أن يُرَاد به إصلاح الصّلاة. وأكّد نائب رئيس جمعية العلماء المسلمين أنّ ''كثرة الحركات في الصّلاة من العبث''، وأنّ هذا العبث ''قد يصل إلى حدّ بطلان الصّلاة''. وأشار الشيخ آيت سالم أنّه يُفتَرض على الإنسان أن يوقِف هاتفه النقال قبل الدخول في الصّلاة وأن يقطع صلته عن الدنيا تمامًا. إلاّ أنّه استثنى الناسي من المسألة بحكم أنّ النسيان وارد، داعيًا النّاسي وفي حركة يسيرة لقطع أو إيقاف هاتفه، منعًا للتّشويش عنه وعن غيره، لأنّه فعل غير مُتَعَمَّد ولا يبطل صلاته. مؤكّدًا في السياق ذاته ''أن لا يتكرّر هذا عدّة مرّات''. ودعَا الشيخ المصلّين إلى اجتناب الرنات المزعجة والمقلقة والمشتملة على كلام غير لائق، لأنّها مرفوضة عمومًا ويُتَأكّد رفضها داخل المساجد.