من صورة رحمة النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بالأطفال أنّه صلّى الله عليه وسلّم دخَل على ابنِه إبراهيم، وهو يجود بنفسه- أي في سياق الموت- فجَعلَتْ عَيْنَا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم تذرِفان وقال: ''إنّ العين لتَدْمَعُ، وإنّ القلب يحْزَن، ولا نقول إلاّ ما يُرضي رَبَّنا وإنّا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون'' رواه البخاري. فأعطى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ربَّه حقَّ العبودية في الصّبر والرِّضا والتّسليم لأمره، وأعطَى ابْنَه حقَّه في الرّحمة والشّفقة وذَرْفِ الدَّمع والحزن على فِراقه، وهذا من أكمل صُوَر العبودية. ولمّا مات ابنُ ابنتِه فاضت عيناهُ صلّى الله عليه وسلّم، فقال له سعد بن عُبادة: ما هذا يا رسول الله؟ فقال: ''إنّها رحمةٌ، جعلها الله في قلوب عباده، وإنّما يرحَم اللهُ عباده الرّحماء'' متفق عليه.