تفيد الإحصائيات المتوفرة لدى وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، بوجود مجموع 2550 مؤذن تابعين لإطارات وأعوان السلك الديني، الأمر الذي يعني بأن السواد الأعظم من الذين يشرفون على مهام الأذان في الوطن هم من فئة المؤذنين المتطوعين باعتبار أن الإحصائيات تفيد بأن هناك أكثر من 14 ألف مسجد موزع على مختلف ولايات الوطن. وحسب انطباعات بعض العارفين بهذه المهنة، فإن معاناة شريحة المؤذنين لا تقتصر على الأوضاع الاجتماعية الصعبة الناجمة عن أجورهم الزهيدة وإنما تتعداها إلى المشاكل المتعددة التي يتعرضون لها أثناء تأدية مهامهم، حيث أن العديد من المؤذنين كانوا عرضة لشكاوى تلقتها الوزارة الوصية وبعض مديرياتها بالوطن مصدرها مواطنين أبدوا انزعاجهم من مكبرات الصوت أثناء أذان صلاة الصبح، الأمر الذي أكده السيد عدة فلاحي المستشار الإعلامي لوزير الشؤون الدينية والأوقاف الذي أوضح بأن الوزارة أخطرت جمهور المؤذنين بضرورة مراعاة المحيط وحقوق الناس، لا سيما من تكون سكناتهم مجاورة للمساجد وذلك بأن لا يبالغوا في رفع مكبرات الصوت أثناء الأذان باعتبار أن هناك مرضى وعجزة قد يؤديهم الصوت المرتفع، على حد قوله، وبالتحديد خلال هذه الفترة الزمنية التي تتميز بالسكون. ومن جملة المعاناة التي يتلقاها العديد من المؤذنين تلك النزاعات التي تربطهم مع بعض الأئمة تارة واللجان الدينية للمساجد تارة أخرى، حيث أن أعضاء هذه الأخيرة يدخلون في خصومات مع بعض المؤذنين بسبب اختلافهم معهم حول مواقيت الأذان، الأمر الذي جعل الوزارة الوصية تتدخل في كل مرة من أجل وضع حد لهذه النزاعات من خلال تحديدها لرزنامة دقيقة للمواقيت الرسمية للأذان دون جدوى باعتبار أن الصراع حول هذه المسألة لا يتوقف . في حين أن هناك مضايقات أخرى للمؤذنين من قبل بعض الأئمة خاصة المؤذنين العصاميين الذين يملكون قدرات علمية وثقافية تكسبهم محبة وتقدير عامة المصلين، الأمر الذي ينتج عنه حساسية بين الإمام والمؤذن الذي يتولى في بعض الأحيان مهام مزدوجة تجمع بين الأذان وإمامة المصلين وبالتحديد في حال تغيّب الإمام. يذكر بأن دفعة من 200 مؤذن من المقرر أن تتخرج في شهر سبتمبر المقبل لتدعم هذه الشريحة عبر مختلف مساجد الجمهورية، الأمر الذي سيرفع عدد المؤذنين الموظفين إلى حدود ثلاثة آلاف مؤذن.