حذر إطارات في وزارة الشؤون الدينية من استفحال الفتنة داخل بعض المساجد بسبب نفوذ الخلافات إليها ومخالفة تعاليم وزارة الشؤون الدينية والأوقاف من قبل أئمة ومؤذنين، ما قد يفتح الباب لجهات خارج الوزارة مثل مصالح الأمن أو جهات أخرى في الدولة، للتدخل لفرض احترام التعليمات. التحذير جاء صريحا من المفتش العام بوزارة الشؤون الدينية محمد صلاح الدين القاسمي للأئمة والمؤذنين الرسميين والمكلفين الذين جمعتهم مديرية الشؤون الدينية لولاية الجزائر أمس بدار الإمام بالمحمدية في ندوة، بعد وصول تقارير إليها بتسجيل مخالفة بعضهم الرزمانة الوطنية التي ضبطتها وزارة الشؤون الدينية للأوقات الشرعية للصلاة، حيث قال "لا تتركوا جهات أخرى تتدخل لتجعلكم تسيرون على القانون" مضيفا في دعوة إليهم بالحفاظ على مستوى الحرية الذي يتمتع بها المسجد "أعينونا على الحفاظ على حرية المساجد" باعتبار أن وزارة الشؤون الدينية لا زالت تتعامل مع الأئمة على أنهم أهل علم وحاملين للقرآن في صدورهم فلذلك تقدم المخالفين منهم أمام المجالس العلمية قبل مجلس التأديب، ولم يسبق أن قدمت بعضهم أمام العدالة "نحن نتفهم قيمة العلماء فهم ورثة العلماء" في إشارة إلى أن أجهزة أخرى في الدولة إذا ما تدخلت في المسألة لن تعامل الأئمة بنفس المعاملة. ولم يكن هذا التحذير الوحيد الذي قدمته وزارة الشؤون الدينية والاوقاف للأئمة والمؤذنين بالالتزام بما تقرره الوصاية، حيث جاء على لسان مدير الشؤون الدينية لولاية الجزائر "باب المسجد هو الباب المفتوح للإضرار بالوحدة الوطنية"، وقد أبلغ المسؤولون الأئمة والمؤذنين بأن الشكاوى كثرت من المواطنين بسبب مخالفة ما هو معروف من مظاهر التدين لدى المجتمع الجزائري مثل التأخير والتقديم في مواقيت الآذان لدى بعض المؤذنين سواء رسميين أو مكلفين من قبل الوزارة، مثلما حصل شهر رمضان الفارط بالنسبة لآذان الصبح والمغرب، وقد أشارت التقارير الجديدة التي وصلت مديرية الشؤون الدينية لولاية الجزائر بأنه يتم تقديم وقت صلاة العشاء ب10 دقائق في بعض المساجد ومثله تأخير آذان الصبح ب10 دقائق عن الرزمانة التي ضبطتها الوزارة، الشيء الذي قد يوقع فتنة داخل الحي الواحد. وقد حذر مدير التوجيه الديني والتعليم القرآني بالوزارة محمد عيسى من "الضغط الاجتماعي" الذي قد ينجم من هذه التصرفات، وقد كشف أن سبب مخالفة بعض الأئمة والمؤذنين لتعليمات الوزارة إنما نابع من تشكيك هؤلاء في مصداقية وزارة الشؤون الدينية "الخلل وارد من أفكار تخون وتكذب وتشكك صدق وإسلام من يقومون على الآذان" الشيء الذي استدعى حسب تصريحه التأكد من سلامة المواقيت من المرصد الفلكي لبوزريعة، بل ذهبت الوزارة أبعد من ذلك بمقارنة مواقيت الصلاة في الجزائر مع مواقيت مرصد أم القرى بمكة المكرمة ثم مرصد الأزهر الشريف الذي يرسم التوقيت العالمي للصلاة وقد تبين تطابق المواقيت الجزائر عندهم مع مواقيت وزارة الشؤون الدينية اللهم فرق بدقيقة أو دقيقتان. والرسالة الواضحة في الموضوع هي تلك التي وجهها محمد عيسى عندما قال "لم يحصل أن قرر في أمور الدين إداري أو سياسي، ولم يكن هناك تعنت بقدر ما هو اختيار" في رسالة واضحة للأئمة السلفيين الذين يختارون الخروج على المنهاج المقرر من قبل الوزارة، أو بعبارة أوضح مثلما جاءت على لسان أغلبهم النهج السعودي، مع أن "المؤذن غير مطلوب منه الاجتهاد إنما التقليد ما دام الخلاف قد رفع في مسألة فقه الآذان بما ذهب إليه ولي الأمر" على حد قول مفتش الشؤون الدينية لمقاطعة الشراقة بوعلام ربيعي الذي أكد أن "المؤذنين مستأمن على عبادة الناس ومواقيتها" مما يجعل كل تلاعب فيها زج بالأمة في الفتن. غنية قمراوي:[email protected]