طالبت قيادات الحركة التقويمية لمسار حزب جبهة التحرير الوطني رئيس الحزب، الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، بالبقاء على الحياد في الصراع الذي تدور رحاه داخل هياكل الحزب وقواعده. وأعلنت الحركة التقويمية استعدادها للمشاركة بقوائم مستقلة في التشريعيات المقبلة في حال عدم التوصل إلى حل مع الأمين العام للحزب، عبد العزيز بلخادم. قال المنسق العام للحركة التقويمية لجبهة التحرير الوطني، صالح فوجيل، إن الحركة مصممة على الذهاب إلى أبعد حد ممكن في صراعها مع قيادة الحزب، وأكد فوجيل في تصريح صحفي، على هامش لقاء تنسيقي الولايات الوسط، أن اللقاءات التي أجراها في وقت سابق مع الأمين العام للحزب، عبد العزيز بلخادم، لم تفض إلى أي نتيجة تذكر، مشيرا إلى أنه يتوقع لقاءات مقبلة بينهما، للفصل في القضايا الخلافية، مشيرا إلى أن ''التقويميين سينتظرون ما تؤول إليه نتائج الدورة المقبلة للجنة المركزية للحزب، والتي قد تتطرق إلى قضية الصراع الراهن داخل جبهة التحرير، وبناء على ذلك سنتخذ المواقف اللازمة''. وردا على سؤال حول عدم كفاية الوقت لمعالجة مشاكل الحزب، قبل فترة أشهر عن موعد الانتخابات التشريعية التي ستجري قبل نهاية شهر جوان المقبل، أوضح فوجيل أن ''بلخادم يناقض نفسه بعد كل لقاء نعقده معا لمناقشة أزمة الحزب، ومبرر الوقت غير مقبول، نملك في جبهة التحرير كل الإمكانات البشرية والتقنية التي تمكننا من إعادة بناء الحزب وتصفية اللجنة المركزية التي تضم 100 عضو غير قانوني، وإعادة تجديد الهياكل في فترة 20 يوما''، وأضاف ''في حال لم يحصل الاتفاق على الاستجابة لمطالبنا، سيتعين علينا التوجه إلى تحضير قوائم مستقلة للمشاركة في التشريعيات المقبلة، والناس تعرفنا''، مشيرا إلى أن ''الحركة التقويمية مستعدة لذلك وسنرى الصيغة القانونية التي تمكننا من ذلك''. وبنفس المناسبة قال المتحدث باسم الحركة التقويمية، محمد الصغير قارة، إنه ''من المهم أن يبقى رئيس الحزب على الحياد، في صراعنا مع بلخادم، ويرفع الغطاء السياسي عن هذا الأخير''، وأكد أن ''المعركة داخل الحزب هي بين المناضلين وقوائم الأحرار والتائبين السياسيين''، مشيرا إلى أن 65 عضوا في اللجنة المركزية من مجموع 349 عضو، التحقوا بالحركة، وأعلنوا رسميا معارضتهم لسياسة بلخادم في قيادة الحزب. وحسب قارة هناك عدد آخر من أعضاء اللجنة المركزية التحقوا بالتقويمية لكنهم يفضلون تأجيل إعلان ذلك بشكل رسمي، وأكد قارة أن ''حجار أيضا غاضب من ممارسات بلخادم، وقاطعه منذ مدة''. واتهم قارة الأمين العام للحزب، عبد العزيز بلخادم، بالاستخدام الغامض لأموال الحزب، وطالب بكشف وتدقيق الحسابات المالية للحزب وكشف مصير الملايير التي تبرّع بها عدد من رجال الأعمال إلى الحزب، بما فيها تلك التي ضخها نائب عن قائمة الأحرار والذي التحق بالحزب لاحقا في حسابات جبهة التحرير الوطني. وانتقد قارة ما اعتبره ''استنساخ بلخادم لتجربة الحزب الوطني في مصر من خلال إنشاء أمانة المال والأعمال في الحزب وتحويل جبهة التحرير من حزب العمال والفلاحين والشباب إلى حزب رجال الأعمال''. وعاد قارة إلى الأحداث الدامية التي وقعت في تبسة، الأحد الماضي، وخلفت ستة جرحى. واتهم نائبا حرا بتجميع ما وصفهم ب''البلطجية''، بدفع من بلخادم، وإغرائهم بالتلفزيونات والآلات الكهرومنزلية، لمهاجمة مناضلي الحزب في المحافظة.