قارة: ''بلخادم ليست له الجرأة على استدعاء الرموز التاريخية لجبهة التحرير'' أحال الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، عبد العزيز بلخادم، ملفات الوزراء والقيادات المتمردة عليه على لجنة الانضباط، وقرر دعوة لجنة الانضباط المركزية إلى ''الاجتماع فورا وتفعيل دورها'' والبت في ملفات وسلوكات الأعضاء القياديين الذين ''أخلوا بقواعد الانضباط الحزبي''. أعلن الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، عبد العزيز بلخادم، أمس، عن استدعاء لجنة الانضباط للبت في ملفات الوزراء والنواب والأعضاء القياديين الذين ''ارتكبوا أخطاء وانحرافات وخروجا عن قوانين الحزب وخرقوا قواعد الانضباط''. وقال بلخادم للصحفيين، على هامش ندوة ''دولة القانون''، التي نظمها الحزب، إن ''المكتب السياسي، المجتمع أول أمس الثلاثاء، ضمّن بيانه دعوة لجنة الانضباط إلى عقد دورتها فورا''. وتحاشى بلخادم تحديد الأسماء والقيادات المعنية بإحالتها على لجنة الانضباط، والتي لا تشمل فقط الوزراء والنواب الذي أعلنوا انشقاقهم عن قيادة الحزب وشكلوا حركة تقويمية موازية، بل تمتد إلى المحافظين وأعضاء اللجنة المركزية الذين تحفظت عليهم وزارة الداخلية بسبب وقوعهم تحت طائلة المتابعات القضائية أو أدينوا من قبل العدالة في قضايا فساد أو قضايا تمس بالشرف. وقال بيان المكتب السياسي إن لجنة الانضباط مدعوة ''لمعاقبة كل من ثبتت إدانته'' طبقا للأحكام الواردة في القانون الأساسي والنظام الداخلي للحزب، كالإساءة إلى سمعة الحزب أو مناضليه أو الانحراف السياسي أو مخالفة قواعد العمل الحزبي والطعن في قرارات الهيئات والقيادات خارج الأطر النظامية للحزب. وقررت اللجنة استدعاء وزير التكوين المهني الهادي الخالدي والوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان محمود خوذري والوزير السابق صالح فوجيل والوزير السابق محمد الصغير قارة بصفتهم الحزبية، وكذا المكلف بالاتصال السابق للحزب سعيد بوحجة، إلى المثول أمام اللجنة خلال الأسبوعين المقبلين لمساءلتهم عن خرقهم لقوانين الحزب ونشر غسيله في الصحف، وهذا قبل انعقاد دورة اللجنة المركزية المقررة شهر ديسمبر. وعلق الوزير السابق محمد الصغير قارة وأحد أبرز قيادات الحركة التقويمية المناوئة لبلخادم في اتصال مع ''الخبر'' على قرار استدعاء لجنة الانضباط بأنه يمثل ''إهانة إلى كبار المجاهدين ومؤسسي الجبهة كصالح فوجيل وسعيد بوحجة وعبادة عبد الكريم ومحمد الصغير حلايمية الذين انتقدوا وضع الحزب''، معتبرا ''المساس برموز الجبهة والنضال، من قبل لجنة الانضباط التي يرأسها اعمر الوزاني، الذي غاب عن الحزب لمدة 20 سنة منذ الثمانينات ليجد نفسه رئيسا للجنة الانضباط، يعبّر عن حالة الإفلاس السياسي التي بلغها الأمين العام''، مضيفا ''لا اعتقد أن تكون لقيادة الحزب الجرأة على استدعاء هذه الشخصيات الاعتبارية''، وإذا فعلت ذلك فهذه لم تعد جبهة التحرير، مشيرا إلى ''هذه الطريقة نفسها التي استعملت من قبل ضد إطارات الحزب''. وردا على سؤال حول ما إذا كان سيمثل أمام لجنة الانضباط قال قارة ''عندما تكون هناك لجنة انضباط حقيقية حينئذ سنتحدث في الأمر، لدينا تحفظات كبيرة على رئيسها، وبالنسبة لنا ليست لها الشرعية لمحاكمة قيادات لها تاريخها النضالي في الحزب''.