ارتفعت وتيرة تهريب المواد الغذائية بشكل لافت، في الأسابيع الماضية، بولايتي إليزي وتمنراست، واقتنى سكان المناطق النائية بولايتي تمنراست وإليزي الحليب والزيت والسكر بأسعار قياسية وغير مسبوقة. شدد الدرك الوطني ومصالح مديريات التجارة في ولايات الجنوب، خاصة بولايتي إليزي وتمنراست، المراقبة على تجّار الجملة وناقلي المواد الغذائية ذات الاستهلاك الواسع، منذ نهاية الأسبوع الأول من شهر جويلية، وبات الناقلون مجبرين على تقديم فواتير بيع السلع لدى مغادرة الجنوب. وقررت مصالح التجارة التأكد من مبيعات المواد الغذائية بالجملة في عدة مناطق حدودية، بعد أن أكدت تقارير أمنية شراء مهربين كبار لشحنات من الدقيق والزيت والسكر ومسحوق الحليب والأرز. وارتفعت أسعار المواد الغذائية الإستراتيجية قبل أيام من شهر رمضان إلى مستويات قياسية، نتيجة لارتفاع الطلب وتهريب كميات ضخمة من الزيت والحليب والسكر إلى مالي والنيجر وليبيا. واشترى مواطنون في البلديات النائية بولاية تمنراست علبة الحليب الواحدة سعة رطل ب400 دينار، وبلغ سعر 1 كلغ من السكر 120 دينار، ولم تمنع الإجراءات الأمنية المشددة في الشريط الحدودي بين الجزائر وليبيا مهربي المواد الغذائية من النشاط. وبرر السيد ليماع سعيد، تاجر جملة للمواد الغذائية من تمنراست، سبب ارتفاع الأسعار، خاصة في أقصى الجنوب، بوجود أزمة في النقل البري بالمنطقة منذ بداية شهر جوان، مع زيادة الطلب على نقل السلع، خاصة آلات التبريد، وتوقف بعض الناقلين عن العمل. وأكد تاجر الجملة (سكوتي. ب) من جانت، بأن الأسعار لم ترتفع كثيرا، حيث ارتفع السكر ب10 دنانير للكلغ ، والزيت ب50 دينارا لصفيحة 5 لتر، والسبب هو انخفاض كمية المواد الغذائية التي تصل إلى المنطقة نتيجة أزمة النقل.ورغم تبرير التجار، فإن مصالح الأمن والدرك تشتبه في وجود نشاط مكثف للمهربين، حيث كشف مصدر من مديرية التجارة بولاية تمنراست بأن الكميات التي تصل إلى الولاية من المواد الغذائية تفوق ما تحتاجه الولاية، رغم ذلك ترتفع الأسعار، حيث بلغ ثمن علبة مسحوق الحليب في جنوب تمنراست و إليزي 400 دينار. وقال مواطنون من بلدة تيمياوين، أقصى جنوبالجزائر، إن الأسعار المفروضة عليهم باتت غير قابلة للتحمل، وتراوح سعر 1 كلغ من سكر بين 120 و130 دينار، بينما قفز سعر صفيحة الزيت سعة 5 لتر إلى 750 دينار، حيث تضطر بعض الأسر في المناطق النائية بأقصى الجنوب إلى مزج كميات قليلة جدا من غبرة الحليب بالكثير من الماء ليصبح الحليب مجرد سائل أبيض لا مذاق له ولا فائدة منه، بعدما بلغ سعر علبة الحليب في بعض المناطق النائية 400 دينار، وباتت هذه المادة كمالية في عدة مناطق، وتراوح سعرها في عدة بين 280 و350 دينار للعلبة الواحدة. بالمقابل لا تتوفر بالمطلق في أغلب مناطق الجنوب وحدات لتكرير الحليب، ما وضع أكثر من مليوني جزائري تحت رحمة أسعار مسحوق الحليب.