رفع مهرّبو السجائر سعر علبة مسحوق الحليب إلى ما بين 400 و450 دينار، في عدة مناطق بالجنوب مثل تيمياوين وبرج باجي مختار في الأيام التي سبقت عيد الأضحى، تزامنا مع الندرة التي شهدتها هذه المادة الحيوية عبر الوطن. واصل المهربون نقل شحنات الحليب عبر الحدود الجنوبية رغم ارتفاع أسعار مسحوق الحليب في أقصى الجنوب، وكشفت تحريات مصالح الأمن بأن بعض تجار المواد الغذائية ينقلون شحنات الحليب إلى الجنوب ليباع للمهربين، الذين ينقلونه بدورهم فيما بعد إلى النيجر ومالي مع العجائن والتمور. وتحقق مصالح الأمن في أقصى الجنوب في تهريب شحنات كبيرة من مسحوق الحليب عبر الحدود الجنوبية في الأشهر الماضية. وكشف مهربون موقوفون في قضية تهريب شحنات من السجائر عبر الحدود بين الجزائر ومالي بأن علبة مسحوق الحليب تستبدل في منطقة ''خليل'' الحدودية بخرطوشة سجائر من نوع غولواز أو خرطوشتين تقريبا من نوع ليجوند، ما يعني أن المهربين في الجانب الآخر من الحدود رفعوا سعر الحليب إلى ما يفوق 400 دينار للعلبة. وكشف السيد محمدو بن إسماعيل تاجر من تمنراست بأنه شاهد قبل أيام قليلة علب مسحوق الحليب من نوع نسبراي، تباع بما قيمته 4 أورو تقريبا في مدينة غاو المالية، وهذا رغم أن سوق الحليب في ولايات الجنوب تعاني من شح شديد في هذا النوع من الحليب وفي أغلب الأنواع الأخرى، وفي عدة محلات متخصصة في بيع المواد الغذائية اختفت علب الحليب في الأسابيع الماضية بسبب الندرة وارتفاع الأسعار، رغم هذا واصل الحليب التدفق عبر الحدود الجنوبية على يد المهربين. بلغ سعر علبة مسحوق الحليب في عدة مناطق نائية ومعزولة بولاية غرداية 350 دينار للعلبة، وفاق في مناطق معزولة بولاية تمنراست 400 دينار، وفي بعض البلديات بأقصى الجنوب لم يتمكن الناس من شراء علب الحليب بسبب ارتفاع سعرها غير المنطقي. ومن المعروف بأن الحليب السائل المدعوم من طرف الدولة لا يصل أبدا إلى ولايات تمنراست وتيندوف وإليزي ويصل بكميات محدودة جدا إلى باقي ولايات الجنوب، وهي غرداية وأدرار وبشار ورفلة وواد سوف لدرجة أن ما يتوفر لا يغطي حتى 20 بالمائة من الاستهلاك.