يشهد شاطئ الأندلسيات بوهران سلوكيات غريبة، ليس لها علاقة بطقوس وعادات الجزائريين الذين عشقوا البحر وحافظوا على صفائه ونقاء رماله منذ الأزل، حيث لاحظ العام والخاص كيف أن مواطنين يدفعون بكلابهم في الماء ليسبحوا إلى جانب المصطافين الذين من بينهم أطفال، وذلك في غياب المراقبة. من بين أنواع الكلاب التي يستقدمها مالكوها إلى الشاطئ من أجل الاستجمام إلى جانب البشر، دون حياء أو إحساس بالمسؤولية الأخلاقية تجاه الآدميين، ''الكانيش'' و''البيتبول'' وأنواع أخرى. وإذا كان ''الكانيش'' لا يثير مخاوف البعض، رغم أنه كلب ولا يصح أن يسبح في محيط بشري لعدة أسباب، إلا أن ''البيتبول'' يشكل خطورة على الناس، خاصة إذا علمنا أن هذا النوع من الكلاب يمنع تجواله وسط مدن بأوروبا لذات السبب. وهذا ما يثير الاستفسار عن عدم تدخل من يراقبون كل صغيرة وكبيرة على مستوى الشواطئ لمنع مثل هذه الظواهر، علما أن الأطفال الصغار يعزفون عن دخول ماء البحر بمجرد أن يشاهدوا كلبا بداخله، وأولياؤهم لا يتجرؤون على التدخل خوفا من دخولهم في شجار مع أصحاب الكلاب، الذين تكون إجاباتهم في أغلب الأحيان ''إن كلبي أنظف من أولادك''، وهي الإجابة التي تشعل النار في الإنسان وتجعله لا يتمالك أعصابه.