إرتأت جريدة »الجمهورية« زيارة العائلات المصطافة بشواطئ الكرنيش الوهراني، وهذا من خلال جولة إستطلاعية، ففي حدود الساعة الرابعة من يوم الأحد الفارط وكانت الإنطلاقة من مقر الجريدة، رفقة مصورنا، لكن تفاجأنا بالقرب من ميناء وهران، بحركة مرور كثيفة للسيارات، فالكل حزم أمتعته للتوجه إلى شواطئ الكرنيش الوهراني. وبعد أكثر من 20 دقيقة، تمكنا من تجاوز نقطة الإزدحام بالمسمكة، الجو كان حارّا للغاية، نتيجة ارتفاع درجة الحرارة لذا كنا نسرع لبلوغ أول شاطئ، لكن قبلها يجب أن نشير إلى أن مصالح الدرك الوطني، قد نصبت نقاط مراقبة على طول طريق الكورنيش ويمكن القول أنه في الوقت الذي كان الجميع يقضي فترات من الراحة والإستجمام، فإن أفراد الدرك الوطني إختاروا السهر على سلامتهم وأمنهم ، وردع كل مخالف للقوانين، خاصة ما نسمعه مرارا عن سائقين يقودون مركباتهم وهم في حالة سكر، والذي ينتج عنه حوادث مرور، تودي بأرواح أشخاص أبرياء لا ذنب لهم، لكن ولحسن الحظ ، فإن مصالح الدرك الوطني تقوم بعملها على أحسن وجه لذا فإننا وبدورنا لا ننسى الجهود المبذولة من قبل أفراد الدرك الوطني للحفاظ على سلامة الركاب وأمنهم ، حتى في أوقات ، تكون درجة الحرارة مرتفعة جدا ، لكن الواجب المهني، يحتم على أفراد الدرك الوطني القيام بعملهم، وربما هذا قد لا يشعر به السائق أو المصطاف. فبعد أقل من نصف ساعة، كانت وجهتنا الأولى أحد شواطئ الكورنيش الوهراني أعداد كبيرة من المصطافين، وما يقابها في ذلك، زرڤة البحر، ففي البداية، فضلنا التقرب من بعض العائلات الجزائرية، وكان الحديث معها شاقا للغاية، إلتقينا بشاب قادم من شرق البلاد بادلناهم الحديث فهم يختارون وهران، كل سنة، فسحر شواطئ وهران، حسب أحدهم قد جعله يفكر وبعد قرب العطلة السنوية في السفر إلى وهران وقضاء أيام حتى وإن لم تتعد الأسبوعين المهم زيارة وهران... وما لاحظناه أيضا أن كل من تحدثنا إليهم يجمعون على السير الحسن والتنظيم بالشواطئ، مما قد ولد لديهم شعورا بالهدوء والطمأنينة وعدم التفكير في محاولات السرقة أو ما شابه ذلك ، المهم أن حالات السرقة لم تكن محل اهتمام المصطافين، وهذا ما لمسناه أيضا من تصريحاتهم. البحر... لا بدّ منه وبعدها اقتربنا من عائلة قادمة من وهران لقضاء يوم عطلة الأسبوع قرب العائلة وحسب تصريحاته قرر الإستفادة من عطلة العام خلال شهر رمضان، لكن بالنسبة إليه فإن التوجه إلى شاطئ البحر أمر، قد اعتاد عليه منذ سنوات، ويفضل البقاء بوهران وشواطئها ، فالسفر إلى تونس مثلا ، قد يكلفه الملايين مع مشقاته لذا فإن قضاء ساعات بشواطئ الباهية، أمر جميل وقد اعتاد مرافقة أبنائه كل يومين في الأسبوع، أي الجمعة والسبت، المصادفان لعطلة نهاية الأسبوع، والإستجمام لكن ما أشار إليه محدثنا أن غلاء الأسعار بالنسبة للمواد الإستهلاكية قد دفع بالكثير من الأسر إلى جلب أنواع المأكولات وربما يتفهم الأمر، فالأسعار هنا بالشاطئ تختلف عن غيرها في مكان آخر لكن يمكن أيضا النظر وبنوع من الرحمة أو الشفقة إلى المستوى المعيشي للأسر القادمة إلى الشواطئ ، فالشيء المهم هو إدخال الفرحة إلى قلوبهم. واصلنا رحلتنا لكن هذه المرة ، توجهنا إلى شاطئ آخر، فلاحظنا نفس الشيء أعدادا كبيرة من المصطافين وما لفت إنتباهنا هو تزايد دراجات »جات سكي« التي يستخدمها أصحابها ، لكن بعض العائلات فضلت الإبتعاد عن مكان تواجدها وهذا تفاديا لأي مكروه قد يصيب الأطفال وقد أكد لنا من جهة أخرى صاحب دراجة »جات سكي« أن معظم مالكي هذه الدراجات المائية يفهمون مدى خطورتها إذ قد تتسبب في حوادث مميتة، لذا فإن أصحاب »جات سكي« يتجنّبون الإقتراب أكثر من الشاطئ ويفضلون الإبتعاد عن المصطافين قدر المستطاع، تجنبا لأي حادث. الشواطئ تختلف أسماؤها فهناك بومو، بوسفر، كوراليز، وغيرها من الشواطئ وكل واحد منها له خاصيته، وكل مصطاف يختار التوجه إلى واحدة من هذه الشواطئ، الكل حسب أذواقه ، وتصوره... وحسب محدثنا دائما فإن اختيار الشاطئ مطلوب، وهذا بحثا عن الراحة التامة، أو الإبتعاد كلية عن الشواطئ التي تعرف إقبالا كبيرا، وأيضا مراعاة لتصرفات بعض الشباب الطائش الذي لا تهمه راحة العائلت، باعتبار أن بعض الشواطئ تشهد تصرفات غير لائقة اتجاه الفتيات، لذا فإن اختيار الشاطئ يبقى محل انشغال من قبل ربّ الأسرة ، وهذا شيء مطلوب أكثر. وربما هذا تفكير سائد لدى العائلات، كي تتجنب إثارة المشاكل، قبل كل شيء، لكن المفاجأة هي عندما إلتقى بشاب رفقة زوجته وإبنهما البالغ ثلاث سنوات ، فسرد لنا وقائع قصة ليست غريبة بل يمكن التحدث عنها، فهو تعرّف على زوجته منذ أعوام بأحد الشواطئ وتوطدت العلاقة بينهما لتتوج بنهاية سعيدة ، فهو يحتفظ بهذه الذكريات، ولا يمكن نسيانها، وعن سؤالنا حول سبب اختياره للشاطئ، فقد صرح محدثنا أنه يرجع أصلا إلى الإبتعاد عن الأماكن التي تعج بالشباب ويفضل المساحات التي تكثر فيها العائلات، وهذا تجنبا للمشاكل خاصة مع فئة من الشباب التي تفضل إثارة القلاقل. وأضاف ذات المتحدث أن تواجد عناصر الدرك الوطني بالشواطئ أمر يدعو إلى الإرتياح من خلال تواجد كثيف للأعوان والتكثيف من الدوريات عبر الشاطىء. 400 دج لكراء »الطاولات« تقربنا من بعض الشباب الذين منحت لهم رخص استغلال الشاطىء، عبر كراء للطاولات، وحسب تصريحات أحدهم، فإن السعر يحدده فقط أصحاب الطاولات بالنظر إلى المصطافين القادمين من مختلف جهات الوطن، والفرصة سانحة الآن من أجل العمل والزيادة في الدخل، مع العلم أن رمضان الكريم هذا العام على الأبواب، وأكد محدثنا أنه في بعض الأحيان يمكن تخفيض السعر إلى 300 دج، لكن العملية مدروسة بطبيعة الحال فالخسارة يجب تجنّبنها لكن أحيانا يتحتم التأقلم مع الوضع باعتبار أن الكثير من العائلات لا يمكن لها دفع هذا السعر، ولا يمكن من جهة أخرى، حرمانها من الإستجمام والراحة. وقد أشار محدثنا إلى ارتفاع مذهل للأسعار الخاصة بالمواد الإستهلاكية، لكن المصطاف مجبر على إقتنائها، إن تطلب الأمر كشراء المياه المعدنية أو ما شابه ذلك. وحسب ذات المتحدث، فإن موسم الإصطياف هذا العام، عرف ومنذ بداية جوان الماضي توافد المصطافين وبشكل كبير ربما يعود إلى اقتراب رمضان والذي لا تفصلنا عنه إلا أسابيع قليلة. واعتبر محدثنا أن معظم الأسر المتوافدة قد لا تكترث كثيرا للأسعار، فهي تعلم مسبقا، بهذا الأمر، لذا فإن اختيارها يبقى فقط منحصرا حول المكان المفضل لديها، هذا دائما تفاديا لأية مشاكل أو سوء تفاهم مع الآخرين مع العلم هنا وحسب محدثنا، فإن الكثير من الشباب قد لا يفقهون معاني احترام العائلات ويخلطون الأمور، لذا فإن أصحاب الطاولات والذين مُنح لهم حق الإستغلال، يحرصون دائما على تجنّب مثل هذه المشاكل. وقد اعتبر محدثنا أن ظروف العمل صعبة أحيانا، وهذا يرجع أساسا إلى ما يقع ولا يحسب له، كحالات الشجار، أو محاولة السرقة، لذا فإن اليقظة والحرص مطلوبين، هذا بالإضافة إلى بعض التصرفات غير اللائقة. وكانت وجهتنا بعدها شاطىء الأندلسيات، والملفت للإنتباه هنا، أن الشاطىء قد امتلأ عن آخره، ولم يعد هناك أي مكان يمكن استغلاله، خاصة وأن الوقت قد تجاوز الساعة الخامسة والنصف مساء، لذا فإن العائلات الوهرانية تفضل الذهاب إلى شاطىء الأندلسيات نظرا لإرتفاع درجة الحرارة بعد الظهيرة. المهم بالنسبة للمصطاف بشاطىء الأندلسيات أن يستمتع بأوقات قد تحفظ بالذاكرة، وتجد شمسيات مختلفة الأنواع والأحجام وأسعارها قد تصل إلى أكثر من 500 دج، وهذه أيضا فرصة للشباب العامل بالشاطىء من أجل تحقيق بعض الربح. وبالمقابل، فإن العائلات الميسورة الحال، تستخدم نوعا من الشمسيات تنصبها بالرمال الذهبية والأهم بالنسبة إليها قضاء أوقات من المتعة بشاطىء الأندلسيات، لكن المستوى المعيشي للعائلات قد يتدخل وبصفة مباشرة ويحدد المطلوب. تهافت على الأندلسيات وحسب بعض الشباب ممن إلتقينا بهم، فإن إرتفاع سعر كراء الشمسيات، يرجع أساسا إلى إقبال المصطافين خلال موسم الإصطياف فيما يبقى البحث عن الظل، مطلوبا وإن كانت الأسعار في بعض الأحيان خيالية وبالمقابل أيضا وحسب العارفين فإن موسم الإصطياف تتضاعف فيه الأسعار ويتعلق الأمر دائما بطلبات العائلات المصطافة التي تتوافد وبأعداد كبيرة خلال هذا الموسم. والملفت للإنتباه وحسب أقوال أحد الشباب المستثمر فإن المغتربين الذين يفضلون شواطئ وهران خاصة الأندلسيات هم الأكثر إقبالا على كراء الشمسيات، وبأسعار خيالية ليسوا مضطرين إلى ذلك لكن جمال شواطئنا قد يجعل منها (أي العائلات) تمتنع ولو للحظة عن التفكير في الأسعار. وعن الحديث عن العائلات المغتربة، فقد تقربنا من عائلة تقطن بفرنسا فهي تفضل المجيء إلى أرض الوطن لزيارة الأقارب والأحباب وتختار هذه العائلة شاطئ الأندلسيات لما يوفره من هدوء وبطبيعة الحال الفرجة مضمونة وسط أبناء البلاد، فهذه العائلة لا تفضل السفر إلى تونس وإنما شواطئ وهران الجميلة فوهران لها مكانتها الخاصة لدى هذه العائلة المغتربة والتي تقيم بخارج الوطن منذ حوالي أكثر من ثلاثين سنة لكن الحنين إلى الوطن يدفع بها وكل عام للعودة إلى الجزائر، لما تحمله وهران من ذكريات الماضي البعيد. وجهتنا التالية كانت حرّاس الشواطئ التابعين لمصالح الحماية المدنية فحسب تصريحات أحدهم، فإن شاطئ الأندلسيات هذا العام لم يشهد حالات غرق وهذا يرجع إلى تجاوب المصطافين مع أوامر الغطاسين إلا أن الفترة المسائية أين يعرف الشاطئ تزايد في عدد المصطافين يتطلب الكثير من الحرص والعمل إلى غاية ساعة متأخرة، إلا أن خبرة الغطاسين قد وفرت نوعا من الطمأنينة لدى العائلات المصطافة. ومن جهة أخرى، فإن مصالح الحماية المدنية تحرص دوما على سلامة المصطاف بنشر أفرادها عبر نقاط يكثر فيها المصطافون، إلا أن أفراد الحماية المدنية يعملون دائما على سلامة الآخرين، وربما وسط ظروف صعبة بالتركيز المستمر مع المصطافين وتقديم النصائح. ومن جهة أخرى هناك تواجد كثيف لأفراد رجال الدرك الوطني بالشاطئ عبر دوريات منتظمة وهذا ما يبعث نوعا من الراحة والإحساس بالأمن، وهو ما أكدته لنا العائلات التي تقربنا منها. سواء أفراد الحماية المدنية أو مصالح الدرك الوطني فالكل يعمل على راحة المصطاف وهذا ما قد يساهم أكثر في إنجاح موسم الإصطياف. ولم يخل حديث العائلات الجزائرية عن الرياضة والمنتخب الجزائري وإذ تنوعت وتباينت التعليقات فإن الكل يريد أن يقضي فترة من الإستجمام. فيما اختارت عائلات أخرى قراءة الجرائد الوطنية أو المجلات في أوقات ما بعد الظهيرة، أو الخلود إلى النوم لبضع دقائق وعدم تفويت الفرصة في يوم جميل، أمام البحر. الأطفال أيضا كان لهم نصيبهم من السباحة واللعب بالرمال في جوّ مرح وهكذا فإن العائلات قد تناست همومها ولو ليوم واحد. 2 مليون مصطاف في أسبوع وبعدها توجهنا إلى مخيم صيفي للأطفال قدموا من الجنوب الكبير والدهشة عندما صرح لنا أحدهم أنه ولأول مرة يشاهد البحر، لم يكن يتوقع ذلك ملوحة شديدة! في الواقع أضاف محدثنا أن زرقة المياه قد ترسخت بذاكرته وقد تعرف على أطفال آخرين قدموا من ولايات أخرى. فالبحر، وشاطئ الأندلسيات قد جمع لوحده أشخاص من هذا الوطن وحتى جاليتنا بالخارج وما لفت إنتباهنا أن بعض الأسر المغتربة قد تقاسمت وجبة غذائها مع عائلات فقيرة لم يسعها إقتناء أشهى المأكولات وهذا ما قد يترجم تضامن أبناء هذا الوطن الكبير. حتى أننا وبعدما اقتربنا من عائلة مغتربة أخرى قدمت لنا نصيبا من المأكولات ولم نرفض الدعوة بطبيعة الحال ... وقد أشار رب الأسرة، أن البحر يجمع كافة أنواع الطبقات الإجتماعية واعتبر أن شواطئنا بالجزائر قد تضمن ذلك، على نقيض دول أخرى أين يتطلب الدخول إلى شاطىء خاص أموالا وأموالا لكن وحسب تصريحاته فإن الأمر يختلف هنا، خاصة بوهران باعتبار أن الشواطئ هنا مجانية الإستغلال ولا تتطلب دفع أموال كثيرة، إلا ما تعلق بالمواد الإستهلاكية أو دفع حقوق مرأب السيارات ولذا فهو يفضل الإستجمام بشواطئنا. وهذا العام فإن شواطئ الكورنيش الوهراني الوهراني قد عرفت تحسنا ملحوظا من خلال النظافة التي يسهر القائمون عليها دائما لذا فإن الكورنيش الوهراني أصبح قبلة للمصطافين لما توفره هذه الشواطئ من خدمات عديدة تكون أغلبها في متناول الجميع. وحسب مصادر مسؤولة فإن 4 شواطئ من الكورنيش تعرف خلال أسبوع واحد توافد أكثر من 2 مليون مصطاف، وهذا قد يمثل مدى اهتمام السلطات المحلية بإنجاح موسم الإصطياف، وحسب ذات المصدر، فإنه تم اتخاذ جميع التدابير اللازمة كتوفير المياه العذبة، على مدار الساعة، وقد تم أيضا القضاء على النقاط السوداء وإعادة تجهيز قنوات صرف المياه الصحية التي تتدفق مباشرة إلى البحر وتكثيف حملات المراقبة بالمطاعم، تجنبا لحالات التسمم، وقد أولى المسؤولون ايضا اهتماما للنظافة، وهذا بتوفير جميع الوسائل اللازمة لرفع القمامة، وتنظيف الشواطىء فتظافر الجهود حسب مصدرنا الرسمي مطلوب أكثر خلال موسم الإصطياف من أجل إنجاحه وتدارك النقائص في انتظار الموسم القادم. ومن جهة أخرى، وحسب ذات المصدر فإن هذا العام قد عرف توافد المغتربين من دول أوروبية كفرنسا وألمانيا وهولندا وإسبانيا، وحتى من الولاياتالمتحدةالأمريكية، وهذا ما قد يبرز جليا اهتمام جاليتنا بالخارج بشواطئنا، في وقت تختار عائلات أخرى السفر إلى تونس... أو دول أخرى. وبالمقابل، وخلال جولتنا بشاطىء الأندلسيات، لاحظنا حركة كثيفة للمركبات، وبمختلف الأنواع والأحجام، ومن جميع ولايات القطر، حتى من دول أجنبية. وقد كانت لنا الفرصة للحديث مع شباب يقطن بالبلديات المجاورة الذين فضلوا هم العمل بالشاطىء كبيع الشاي أوالحلويات وبأثمان معقولة والتي تجد إقبالا واسعا من قبل العائلات المغتربة. تحسن بالشواطئ هذا العمل شاق لكن ممتع للغاية وقد يوفر بيع المواد الإستهلاكية دخلا للعائلة وأضاف محمد أنه لايهتم كثيرا بأمر السياحة أو الإصطياف فالأهم بالنسبة إليه هو كسب لقمة العيش تحت درجة حرارة مرتفعة للغاية وأكد محمد أيضا أن شواطئ الكورنيش الوهراني هذا العام قد تحسنت أكثر وهذا ما يدعو (بائع) للإرتياح أكثر مع العلم أن محمد يباشر عمله في حدود الساعة العاشرة صباحا لينصرف إلى المنزل إلى غاية الساعة الثامنة ليلا. وأضاف محمد أن الأمن متوفر إلا بعض حالات الشجار بين الشباب في ساعات متأخرة من الليل يفضل البعض تناول الخمر بعيدا عن الأنظار إنه الصيف على حد تعبيره ولا يمكن التحكم أكثر في هذه الأمور فهو منذ جوان الفارط لم يلاحظ حوادث تذكر فالعائلات هنا هي من أجل قضاء فترة من الإستجمام إلى غاية ساعات متأخرة من الليل لتحل محلها عائلات أخرى تفضل تناول المرطبات والسمر إلي غاية الساعات الأولى من الصباح. وأكد محمد من خلال حديثه الشيق أن الصيف للجميع دون استثناء والشواطئ التي يزخر بها الكورنيش الوهراني مازالت بحاجة إلي إستثمارات أخرى قد تكون في مستوى أذواق المصطافين وأكد محمد أن الإستثمارات بالشواطئ قد توفر مناصب شغل دائمة للشباب العاطل عن العمل. توجهنا بعد ذلك إلى المطاعم وكانت في البداية مع أحد أصحاب بيع المأكولات الذي صرح أن الأسعار هي في متناول الجميع وإن إعترف أنها مرتفعة نوعا ما والسبب يرجع إلى إرتفاع تكلفة وسائل النقل لكن الكثير يفضل إحضار وجبات الغذاء تفاديا لإقتناءها غير أن العمل متواصلا وبدون إنقطاع ويحرص صاحب المطعم حسب تصريحاته على صحة المستهلك تجنبا لأية مشاكل مع الجهات المسؤولة. وقد أجمع ممن تحدثنا معهم أن شواطئ الكورنيش الوهراني هذا العام هي في تحسن مستمر مقارنة بالأعوام الماضية ومع إقتراب حلول رمضان الكريم لهذا العام فإن العائلات قد برمجت عطلها تحسبا لإستقبال الشهر الكريم. وإعتبر أحد أصحاب المطاعم المتواجدة بشاطئ الأندلسيات أنه وإلى غاية الأسبوع الأول من شهر أوت المقبل فإن المصطافين ستزداد أعدادهم ليتقلص الرقم عند إقتراب الشهر الفضيل. ومع حلول رمضان فإن العائلات قد لا تنقطع عن زيارة الشاطئ وإنما تفضل قضاء أوقات لتغادر بعدها على كل فإن جولتنا التي قادتنا إلى الكورنيش الوهراني قد أثبتت قدرة السلطات المحلية على جلب أكثر من 2 مليون مصطاف خلال أسبوع واحد.