وُلِد صاحب كتاب ''نفح الطيب في أخبار الأندلس وابن الخطيب'' بتلمسان ونشأ بها، وحفظ القرآن، وقرأ وحصَّل بها على عمِّه الشيخ الجليل أبي عثمان سعيد بن أحمد المقري، مفتي تلمسان ستين سنة. وكان نزيل فاس ثمّ القاهرة، حافظ المغرب وجاحظ البيان، آية في علم التوحيد والتفسير والحديث ومعجزًا باهرًا في الأدب والمحاضرات. رحل إلى فاس مرّتين سنة 1009ه ومرّة سنة 1013 ه، حتّى صارت إليه الفتوى في زمنه، ثمّ ارتحل تاركًا المنصب والوطن في أواخر شهر رمضان 1027ه، قاصدًا حجّ بيت الله الحرام، ثمّ ورد إلى مصر بعد أداء الحج في رجب سنة 1028ه، وتزوّج بها وسكنها، ثمّ زار بيت المقدس في شهر ربيع الأول سنة 1029ه، ورجع إلى القاهرة، وكرّر منها الذهاب إلى مكة فدخلها بتاريخ سنة 1037ه خمس مرّات، وأملى بها دروسًا عديدة، ووفد على طيبة سبع مرّات، وأملى الحديث النّبويّ بمسجد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ثمّ رجع إلى مصر في صفر سنة 1039ه، ودخل القدس في رجب من تلك السنة، وأقام خمسة وعشرين يومًا، ثمّ ورد إلى دمشق فدخلها في أوائل شعبان. وله العديد من المؤلفات الشائعة، منها: ''عرف الطيب في أخبار ابن الخطيب''، و''إضاءة الدُّجُنة في عقائد أهل السُنّة'' درَّسها بالشام ومصر والحجاز، و''أزهار الرياض في أخبار القاضي عياض'' وغيرها. وتوفي رحمه الله بالشام مسمومًا على ما قيل سنة 1041ه.