سعيد بن عامر رضي الله عنه، أحد كبار الصّحابة، أسْلَم قبل فتح خيبر، ولازم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في جميع غزواته، وكان تقيّاً ورعاً زاهداً. وذات يوم أخذ أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه يبحث عن صحابي يولّيه على الشام. وبعد قليل صاح عمر قائلاً: ائتوني بسعيد بن عامر، فجاء سعيد إلى أمير المؤمنين، فعرض عليه ولاية حمص، فاعتذر سعيد قائلاً: لا تفتني يا أمير المؤمنين، ولكن عمر أصرَّ على رأيه وقال: والله لا أدعك، أتضعون أمانتكم وخلافتكم في عنقي، ثمّ تتركونني. فوافق سعيد سمعًا وطاعة لأمير المؤمنين، وخرج إلى حمص ومعه زوجته، وكانَا عروسين جديدين، وزوّده عمر بقدر من المال.وكان رضي الله عنه يتصدّق براتبه على الفقراء والمحتاجين، ولقد قيل له يومًا: توسّع بهذا الفائض على أهلك وأصهارك. فقال: ولماذا أهلي وأصهاري؟ لا والله، ما أنا ببائع رضا الله بقرابة، ما أنا بالمتخلّف عن الرّعيل الأوّل (أوائل الصحابة). وفي غزوة اليرموك، كثر عدد الروم، فاستغاث قادة الجيوش الإسلامية بأبي بكر رضي الله عنه فأمدّهم بسعيد بن عامر، وتوفي سعيد رضي الله عنه سنة (20 ه) في خلافة الفاروق عمر بن الخطاب، وهو ابن أربعين سنة.