غادرت ألمانيا وهربت من تونس من أجل الوفاق يتحدث نجم ''النسر الأسود'' أواخر الثمانينيات وبداية التسعينيات، الأسطورة مليك زرفان، عن أهم محطات مشواره الرياضي كلاعب صنع اسمه بأحرف من ذهب في سماء كرة القدم الجزائرية. بداية الحديث الشيق مع زرقان كانت من خلال إعلامنا بأنه سيتوجه إلى تونس الشقيقة، بداية من يوم الجمعة من أجل تدعيم العارضة الفنية للصاعد الجديد إلى الدرجة المحترفة الأولى فريق المنستير بقيادة المدرب الجزائري رشيد بلحوت، وبعدها تحدث بإسهاب عن انطلاقته في الميادين عندما كان عمره لا يتجاوز 11 سنة عندما انضم إلى تشكيلة براعم وفاق سطيف وهناك اكتشف موهبته المدرب الحفصي اللاعب السابق لاتحاد سطيف والمعروف في الشارع الرياضي باسم ''المج''. ''الحفصي اكتشفني ولعبت لأكابر الوفاق في سن ال''16 وقال مليك زرقان ''الحقيقة أن المدرب الحفصي ساهم كثيرا في صقل موهبتي وقدم لي كامل النصائح التي ساعدتني على تطوير مستواي أكثر''. وواصل المايسترو لعبه تحت ألوان الوفاق إلى غاية صنف الأشبال، حيث تمت برمجة مباراة ودية بين فريقه وفريق من ألمانياالشرقية ''وهناك قدمت مردودا ممتازا جعل الإدارة ترقيني إلى صنف الأكابر مباشرة من دون اللعب في صنفي الأواسط والآمال''، نظرا لامتلاكه إمكانات بدنية وفنية جعلت الجميع يتنبأ له بمستقبل كبير. ويتحدث مليك أيضا عن أول مباراة له مع الأكابر وكان سنه 16 سنة فقط عندما تم إقحامه في مباراة الوفاق أمام رائد القبة في العاصمة، مشيرا ''نجحت آنذاك في تسجيل هدف في مرمى الحارس سرباح كان كفيلا بسقوط رفقاء شعيب وقاسي السعيد إلى بطولة القسم الثاني''. ومنذ تلك المباراة، سطع نجم مليك وقاد فريقه رفقة نخبة من الأسماء اللامعة، على غرار عجيسة وعجاس وعصماني، إلى الفوز بكأس إفريقيا للأندية البطلة في المباراة التاريخية التي جرت في قسنطينة تحت تهاطل ثلوج كثيفة. وبعد سنين من الألقاب مع ''الكحلة والبيضاء''، قرر زرقان سنة 1990 الاحتراف في فريق ساربروكن المنتمي للدرجة الثانية من البطولة الألمانية لكنه لم يواصل المشوار ولعب أشهرا قليلة جدا بعد نداء القلب الذي وصله من الجزائر بسبب معاناة الوفاق في مؤخرة الترتيب. وقال ''لم أستطع المواصلة في ألمانيا لأن فريقي الوفاق كانت وضعيته صعبة وكان لزاما علي العودة من جديد لإنقاذه من السقوط ووفقنا الله في تحقيق ذلك''، وبعدها قرر محبوب الآلاف من الأنصار الاحتراف من جديد، وكانت وجهته هذه المرة فريقه القديم الجديد المنستيرالتونسي في موسم 92 / 93، وقدم مستوى جعل الجمهور التونسي يصفه بالمعجزة الكروية، قبل أن تتصل به إدارة الترجي التي عرضت عليه الانضمام إلى صفوف فريقها وتم الاتفاق على جميع بنود العقد وباشر ابن عين الفوارة تدريباته بشكل نهائي قبل أن يحزم أمتعته من تونس و''يهرب'' من جديد، عائدا إلى بيته الثاني الوفاق الذي كان أيضا في أمسّ الحاجة إلى خدماته في تلك الفترة بسبب وضعيته الصعبة كذلك في الترتيب. وهنا قال مليك بالحرف الواحد ''الحمد الله الذي وفقني في إنقاذه عدة مرات من سقوط كان يبدو وشيكا''. ''لم أحقد على كرمالي بعد 1990 وكنت سألعب أساسيا بدلا من موسى'' وتطرق محدثنا إلى مشواره في المنتخب الوطني وبالخصوص ما حصل بالضبط أثناء تحضيرات كأس إفريقيا المقامة هنا في بلادنا وعن الأسباب التي دفعت المدرب كرمالي إلى استبعاده من المنتخب، حيث قال ''أولا يجب التأكيد على أن زرقان كان يفترض ان يكون أساسيا في كأس إفريقيا وموسى صايب هو من كان سيجلس على كرسي الاحتياط، لكن في إحدى الحصص التدريبية لم أفهم سر تصرفات الزميل مفتاح تجاهي بعد أن كان يصرّ على الاحتكاك بي حتى من دون كرة، وهو ما جعلني أعتقد أنه يريد إصابتي قبل هذا الموعد الهام فكان ردّي عليه بطريقة خشنة ودخلنا في مناوشات في الملعب، قبل أن أحزم أمتعتي وأعود إلى بيتي في سطيف''، مضيفا ''لا أحمل أي حقد تجاه كرمالي أو مفتاح أو أي لاعب أو مدرب أو حتى مناصر، لأن الهدف من رياضة كرة القدم، كما قال، المتعة لا أكثر ولا أقل''. ورفض زرقان الحديث عن الوضع الحالي لفريقه وفاق سطيف، مكتفيا بالقول ''الوفاق لم يعد ملكنا، نحن أبناؤه ونكتفي فقط بمشاهدة مباريات الفريق على شاشة التلفزيون''. وعن رؤيته لتطبيق قانون الاحتراف على البطولة الوطنية، قال زرقان إن هذا القرار ستكون له انعكاسات سلبية على الكرة الجزائرية في السنوات القادمة، ودليله في ذلك أن الفرق التي تمتلك مصادر تمويل ضخمة ستخطف جميع اللاعبين الممتازين من الفرق الضعيفة ماديا والألقاب ستكون من نصيبها، متسائلا عن مصير الفرق الغنية مستقبلا إن شحت أو قلت الميزانيات المالية المخصصة لها مادام أن الاحتراف لا يتحكم فيه سوى قانون المال.