لمّا بلغ عيسى عليه السّلام من العمر ثلاثين عاماً جاء إلى يحي بن زكريا عليهما السّلام المسمّى عند الناصري (يوحنا المعمدان) فعمّده، ثمّ نزل عليه روح القدس ''جبريل'' عليه السّلام، ثمّ إنّه خرج بعد ذلك إلى البرية، وصام فيها أربعين يوماً لا يأكل ولا يشرب، ونزل عليه الوحي بكتاب الله المقدّس المسمّى ''الإنجيل''، ومنذ ذلك الحين بدأت رسالة عيسى بن مريم عليه السّلام. والقرآن الكريم لم يذكر متَى ابتدأت نبوة المسيح، ولا كيف كان ذلك؟ ولكن عبارات الأناجيل اتّفقت على أنّ نبوّته كانت على رأس ثلاثين من عمره، وعلى ذلك جرى المؤرّخون وبعض المفسّرين. ويقول علماء التوحيد: إنّ النبوة تكون على رأس الأربعين من العمر وهذا هو الغالب، أمّا عيسى عليه السّلام فقد نٌبّئ على رأس الثلاثين وهذه خصوصية له عليه السّلام لأنّه قد رُفِع إلى السّماء قبل أن يبلغ سن الأربعين. قام السيّد المسيح يدعو النّاس إلى دين الحق الّذي أوحاه الله إليه، في مجتمع يهودي دخلت فيه انحرافات كثيرة وخرافات وأباطيل، بسبب تمرّدهم وطغيانهم على الشّريعة الربّانية الّتي أنزلها الله على موسى عليه السّلام. وليردّهم إلى الجادة ويُصحّح ما دخل إلى شريعتهم من تحريف وتبديل، فقام عليه السّلام يبلّغهم أوامر الله ويُعلّمهم ما أنزل عليه من أحكام تشريعية جديدة. بتصرف، من ''النبوة والأنبياء'' للصابوني