كشفت مصادر أمنية أن تحقيقات واسعة تجري حاليا تستهدف بعض مديري المستشفيات، حركتها شكوك حول إبرام صفقات بالتراضي مع شركات اتضح بالنسبة للبعض منها أنها ملك لهؤلاء المديرين، مع شركاء تبين أن بعضهم يشغل مناصب سامية في وزارة الصحة. باشرت مصالح الأمن المختصة عمليات تحقيق واسعة تستهدف بعض مديري المستشفيات خاصة بالمدن الكبرى في مقدمتها العاصمة، بعد ورود معلومات عن استفحال قيام هؤلاء بصفقات بالتراضي تستفيد منها شركات هي في الأصل يملكها مديرو مستشفيات بالشراكة مع إطارات سامية في وزارة الصحة. وقالت مصادرنا إن أغلب هذه الشركات تنشط في مجال أشغال الترميم والبناء والتموين بالأجهزة الطبية دون الأدوية التي تبقى حكرا على بعض الشركات الضخمة. وأردفت مصادرنا أن التحقيقات جاءت بأمر من رئاسة الجمهورية بعد بلوغها شكاوى من شركات تظل تشارك في مناقصات لتزويد مستشفيات بأدوية ومستلزمات وعتاد طبي، غير أنها في كل مرة لا تفوز بهذه المناقصات، والسبب بحسب هؤلاء هو صيغة التراضي التي يتعامل بها مديرو مستشفيات مع الشركات التي يديرونها بأسماء مستعارة. ولعل خير دليل على هذه التجاوزات، ما يتعلق بمدير أحد المستشفيات بالعاصمة والذي حول منذ مدة إلى إحدى الولايات الداخلية الغربية، استطاع بفضل شركة أسسها رفقة إطار سام في وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات من الاستحواذ على مختلف المشاريع والمناقصات، سواء في المستشفى الذي كان يديره بالعاصمة أو حتى في بعض المستشفيات بالولاياتالشرقية. كما أن هناك أحد المديرين الذي لا يزال بالعاصمة ويدير أحد أكبر مستشفياتها، فتشير التقارير الأولية أن والده يملك شركة استيراد عتاد طبي، استحوذ هو الآخر على مختلف المشاريع والمناقصات التي يطلقها المستشفى الذي يديرها ابنه المدير. واستطعنا الحصول على بعض المعلومات الأولية التي كشفت عنها هذه التحقيقات، حيث أسرت لنا مصادرنا أن مدير مستشفى بالعاصمة، شريك في ثلاث شركات خاصة، استطاعت الظفر بعشرات الصفقات خاصة منها صفقات ترميم وبناء هياكل جديدة. نفس المدير مكن شقيقه، صاحب مقاولة بناء، من الفوز بعشرات الصفقات على مستوى عدد من مستشفيات العاصمة، رغم أن بعض المشاريع التي أنجزها تميزت بسوء الإنجاز، مثلا عدم صلاحية مصعدين منذ إنجازهما بمستشفى بارني. ذات المدير، قالت مصادر أخرى يريد عبر قوة المال الذي كسبه تحقيق حلمه بالظفر بمنصب مدير مستشفى بارني. كما أن مدير آخر بالعاصمة أيضا، حول بقدرة قادر ممون الدجاج للمستشفى الذي يديره إلى ممون للتجهيزات الطبية، فهذا الأخير منح اسمه للسجل التجاري للشركة، وإن أوكل الأمر لغير أهله فانتظر الكارثة، حيث قام هذا الشخص ببيع أسرة لمصلحة مرضى العظام دون مثلث الارتكاز الذي يعلو السرير ويمكن مرضى مختلف الكسور من الاستلقاء أو الوقوف.