فضل الكثير من المهاجرين قضاء رمضان وعيد الفطر وسط أهاليهم في أرض الوطن، تاركين محلات الشانزيليزي وغزوا محلات العاصمة لاقتناء ألبسة العيد، ليعيشوا ''بنّة'' الاحتفال بهذه المناسبة بعيدا عن مرارة الغربة. بعدما تعوّدت أغلب العائلات ممن لها قريب في المهجر استقبال الهدايا من الضفة الأخرى، انقلبت الآية، بعدما انتهز المهاجرون فرصة وجودهم في أرض الوطن لقضاء العيد، وتدفقوا على الأسواق الشعبية والمحلات التجارية لاقتناء ملابس العيد لأبنائهم. كان دخولنا إلى فرع الحراش لأحد المراكز التجارية المعروف في العاصمة بشق الأنفس، بسبب زحمة السيارات، والإقبال الكبير للزبائن الذين حرصوا على مرافقة أبنائهم لهم. النرفزة بادية على وجوه الكثير منهم، في حين لا مجال للغضب بالنسبة للمغتربين الجزائريين الذين انبهروا لمستوى الأسعار التي تتراوح بين 1000 و2500 دينار، إلى درجة أنهم اقتنوا أكثر من قطعة. ونحن داخل المركز، شدّت انتباهنا سيدة وابنتاها تحملن بين أيديهن ألبسة العيد وتتحدثن بالفرنسية، لنكتشف أنهن مغتربات بمدينة ''نيس'' الفرنسية، جئن لقضاء شهر رمضان وعيد الفطر بين الأهل بباش جراح بالعاصمة. تقول عبلة ميرة: ''أستمتع بالتسوق في بلدي، في مدينة نيس أسعار الملابس ملتهبة. أما هنا، فقد وجدت أنها جد معقولة، ما سمح لي باقتناء قطعتين من ملابس العيد لابنتي هاجر، 9 سنوات، وأختها هديل، 6 سنوات''. كما انتهز سليم عبد العزيز، مغترب أيضا، فرصة تواجده بالجزائر لتمضية عطلة عيد الفطر لشراء ملابس العيد من المركز التجاري لأبنائه الأربعة. ويقول سليم، الذي يقطن منطقة أليكانت بجنوب إسبانيا: ''لا أخفي عليكم أنني استنزفت مالي في اقتناء ما يلزم بيتي الجديد بدرارية من أغراض من إسبانيا، وما بقي بحوزتي يمكّنني من شراء ملابس العيد لأبنائي الأربعة. من هنا، فأسعارها تناسبني جدا''. استفسرنا سليم عن نوعية الملابس، فأجاب: ''لا تختلف عمّا أجده في الأسواق الإسبانية التي أغرقتها أيضا السلع الصينية المقلدة، وقد دفعت حوالي 2500 دينار فقط للقطعة الواحدة''. نفس الأجواء وقفنا عليها بمحلات شارع العربي بن مهيدي وحسيبة بن بوعلي بالعاصمة، فطريقة عرض الألبسة على واجهات المحلات لا تختلف عن المحلات الأوروبية، مثلما أخبرنا المغترب محمد سكوم، المقيم بليون الفرنسية، حيث يقول محدثنا الذي قصد محلا بشارع العربي بن مهيدي: ''أعجبتني كثيرا نوعية ملابس العيد المعروضة وأسعارها المعقولة، فقد اشتريت فستانا لابنتي الصغرى ب4200 دينار، وقميص لابني ب3000 دينار''، مضيفا ''سيكون عيد الفطر هذه السنة مميزا وسط الأهل والأحباب''. من جهتهم، أكد أصحاب المحلات أن المغتربين تهافتوا على ألبسة العيد هذه السنة بشكل ملفت للنظر وأعجبوا بنوعيتها، حيث قالت بائعة بمحل بشارع حسيبة بن بوعلي بالعاصمة إن ألبسة العيد نفدت قبل الأوان، بسبب تهافت المغتربين عليها. ر. أ رمضان في