عن أبي هريرة، رضي الله عنه، أنّ رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، قال: ''مَن كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقُل خيراً أو ليصمت، ومَن كان يؤمِن بالله واليوم الآخر، فليُكْرِم جاره، ومَن كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليكرم ضيفه'' رواه البخاري ومسلم. يرشدنا الحديث الشّريف إلى أنّ إكرام الضيف يمثّل سمة بارزة للسّمو الأخلاقي الّذي تدعو إليه تعاليم الشّريعة، والتّخلّق بها يعدّ مظهراً من مظاهر تمام الإيمان وكماله. وليس المقصود من الحديث نفي مطلق الإيمان عمّن لم يأت بهذا الخُلُق أو غيرها من الخصال المذكورة، إنّما أريد به المبالغة في الحثّ على المسارعة في الامتثال لهذه الأوامر. ولئن كان الإسلام قد أولى العناية بحق الضيف على بعده وقلّة حضوره، فإنّ اهتمامه بالجار من باب أولى، لأنّ الله تعالى قرن الأمر بالإحسان إليه مع الأمر بعبادته سبحانه.