يعتبر أوّل مسجد بني بالمدينة الّتي تحمل اسم ''سيدي خالد'' بولاية بسكرة، نسبة إلى خالد بن سنان العبسي، رمز البلدة ومصدر تاريخها. لقد ذكر كثير من الرحّالة الصّرح ووصفه العياشي (1668م) بالمسجد العظيم الّذي تحيط به مدرسة، وكان العلاّمة عبد الرحمن الأخضري من زواره ومن المهتمّين به خلال القرن العاشر الهجري (النصف الثاني منه). كما حظي هذا الصرّح بزيارة كلّ من الشيخ عبد الحميد بن باديس في منتصف الثلاثينيات، ثمّ الشيخ الخَضِر شيخ الأزهر ذي الأصول الجزائرية سنة 1952م. فالمسجد - حسب الأستاذ والباحث ابن المنطقة العربي حرزالله- كان جُزءاً من مجمّع دراسي كبير كان يؤمّه الطّلبة لتلقي مختلف علوم اللّغة والفقه الإسلامي، إلى غاية ظهور الرّحمانيّة في بداية القرن التّاسع عشر (1815م) حيث تراجع دوره التّعليمي بعد أن أسّست زوايا جديدة أوكل لها دور التّعليم. ومن المؤسف، يضيف محدثنا، أنّ البناية القديمة، بما في ذلك المسجد، كانت قد هُدّمت بأكملها خلال الحرب العالميّة الأولى بسبب تقادمها وتآكل جدرانها، ثمّ تضرّرها من سيول كانت قد أصابت المنطقة سنتي (1913-1912)، ولم يبق من المسجد سوى رسم منشور في المجلّة الأفريقيّة وصورة فوتوغرافية أتَى بها المرحوم الدكتور أحمد الأمين من جامعة إيكس أون بروفنس بفرنسا. وابتداء من سنة 1917م، شرَع السكان في بناء المسجد بطراز جديد اقترحه وأنجزهُ المهندس المعماري الشهير اعمر قاقا السّوفي الأصل، والّذي تعود أصوله إلى أسرة أندلسيّة. ولم تنته الأشغال نهائياً إلاّ سنة 1925م، بحسب ما تمليه المصادر المحليّة.