شهيرة عمران، اسم لطالبة جامعية، ختمت كتاب الله وهي في السادسة عشر من عمرها، وتجيده حفظاً وقراءة عن ورش. وتعكف حالياً على حفظ القرآن باللغة الإنجليزية، أملاً في تبليغ معانيه السّامية، وتتمنّى من أهل العِلم أن يؤسِّسوا لمقرأة بعين أزال، بعدما عجزت لحد اليوم عن إيجاد شيخ يُعلِّمها القراءات العشر. رغم التحاقها المتأخّر نسبياً بالمدرسة القرآنية لمسجد حمزة بن عبد المطلب بحي كرنيف ببلدية عين أزال الواقعة جنوب ولاية سطيف، إلاّ أن الطفلة شهيرة، 14 ربيعاً، قد تمكّنَت من حفظ القرآن خلال سنتين بعد ذلك، مستغلة أوقات العطلة الصيفية، لتبحر بعدها في أحكام الترتيل في قراءة ورش، بحكم أنّها القراءة الرسمية في البلاد. وبعد أن تحكّمَت فيها، شاركت في العديد من المسابقات الوطنية والدولية، على غرار أسابيع القرآن الكريم بالجزائر وكرّمها فيها وزير الدولة عبد العزيز بلخادم، ومسابقة حفظ القرآن بتونس وتحصّلت على المرتبة الثانية بعدما حرمت خلالها من المرتبة الأولى في عهد بن عليّ بسبب الخمار، والمسابقة الدولية لحفظ وتجويد وتفسير القرآن بالأردن، وفيها تحصّلت شهيرة على المرتبة الثالثة من بين 26 دولة مشاركة. وبالموازاة مع ذلك، شقَّت شهيرة طريقها في طلب العلم بجامعة فرحات عباس بسطيف، واختارت أن تتخصّص في علوم الفيزياء، واجتهدت وتفوّقَت خلال سنواتها في الليسانس، ممّا أهّلها لأن تمر للماستر الّذي تحضره حالياً بجامعة ستراسبورغ بفرنسا. وهنا، ركّزت محدثتنا على أهمية اللّغة للشباب المسلم من أجل تبليغ معاني دينه لأهل الضفة الأخرى من الكرة الأرضية، خاصة أنّها كانت قبلها تعجز عن مخاطبة بعض المهاجرين والأجانب الّذين يزورون المدرسة القرآنية، ممّا جعلها تعكف على تطوير مهاراتها في اللّغة الإنجليزية وتحفَظ كتاب الله بهذه اللغة ووصلت إلى 20 حزباً، واستثمرت كامل وقتها فقط في حفظ القرآن وأحكامه، والإحاطة بأسرار الفيزياء ومسائلها، آملة أن تؤسّس ذات يوم لمخبر علمي يكون فضاءً تمزج فيه بين القرآن والسُنّة النّبويّة وبين علم الفيزياء.