''كنا أمواتا فأحيانا حفظ القرآن''، هذه العبارة رددتها مجموعة من العجائز بمسجد علي بن أبي طالب وهنّ يقمن بحفظ القرآن مع المرشدة الدينية. سكينة زروالة وعجال خيرة وحاكمي مبروكة وسماني سعاد وشاشي خضرة والحلس خضرة والضاوية قانة وغيرهن، كلهن تجاوزن سن ال50، لكن كلهن عزيمة. التحقن بأفواج محو الأمية منذ 10 سنوات، وبعد أن تخطين عتبة الأمية شرعن في حفظ كتاب الله سبحانه وهناك من تحفظ ما بين 10 أحزاب و13 حزبا وبالأحكام، وتعهدن بحفظه كاملا إلا إذا سبق ذلك الأجل. وتقول تلك العجائز إنهن أصبحن يقرأن المصحف لوحدهن، ويقمن بتكرار السور والحفظ أثناء أوقات الفراغ. وكشفت المرشدة الدينية، السيدة بدراني نفيسة، أنهن رغم بطئهن في الحفظ لكنهن لا ينسين ما يحفظنه، ويتميزن بانضباط شديد في حضور الدروس وحلقات حفظ القرآن. وتضيف هؤلاء العجائز أنهن وجدن أنفسهن الوحيدات من يحفظن القرآن في أسرهن، رغم أن لديهن أولادا أساتذة ومعلمين وإطارات. وتؤكد زروالة الزهرة، صاحبة 54 سنة وهي متقاعدة ومتعلمة تحسن القراءة والكتابة جيدا، أنها تأثرت بأمها فأصبحت تنافسها في حفظ القرآن. وتفيد هؤلاء العجائز بأن المسجد حولهن إلى عائلة واحدة تجمع بينهن روابط قوية وشاعت بينهن قيم التكافل والتضامن، وأصبحن يشاركن في أعمال الخير والبر من خلال التضامن مع المعوزين من الأرامل والأيتام.