قال المؤرّخون: ولمّا اجتمع يوسف عليه السّلام بأبيه بعد الفراق كان عمر يعقوب 130 سنة، ثمّ توفي يعقوب بعدها بسبع عشرة سنة. وعاش يوسف عليه السلام 110 سنة، ومات في مصر وهو في الحكم، ودفن بها، وكان قد أوصى إخوته أن يُحمَل معهم إذا خرجوا من مصر فيُدفَن مع آبائه، وقد نقل رفاته إلى الشام أيذام موسى عليه السّلام، ودُفن بنابلس على الأرجح. كانت وفاة يوسف عليه السّلام بعد ميلاد جدّه الأكبر سيّدنا إبراهيم عليه السّلام ب361 سنة، وقبل مولد سيدنا موسى عليه السّلام ب64 سنة على الصّحيح من الأقوال. وقد طلب عليه السّلام من ربِّه جلّ وعلا حين دنا أجله أن يُميته على الإيمان، وأن يُلحقه بعباده الصّالحين، فقال: {رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ، وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ، فَاطِرِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ، أَنْتَ وَلِيِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ}، وقد استجاب الله دعاءه فنقله إلى الرفيق الأعلى رحمه الله رحمة واسعة ورزقنا الموت على الإيمان، إنّه سميع مجيب الدعاء. بتصرف، من ''النبوة والأنبياء'' للصابوني