مسلحون بالزي الأفغاني ولافتات سوداء تحمل شعار ''لا إله إلا الله'' ظهر تنظيم القاعدة في بلاد المغرب هذه الأيام وللمرة الأولى بشكل علني في أقصى جنوب ليبيا، حيث سيطر على طريق محوري يربط الحدود الجزائرية والنيجرية والليبية لعدة ساعات وفتش السيارات. نشب قتال عنيف مجددا بين أفراد من قبائل تارفية ومسلحين موالين للمجلس الانتقالي في ليبيا، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى من الطرفين، ولجوء أسر من توارف ليبيا إلى الحدود الجزائرية عند منطقة ''تانوس'' جنوب جانت. وسيطر مقاتلون يرتدون الزي الأفغاني ويحملون رايات سوداء تحمل عبارة ''لا إله إلا الله'' لعدة ساعات على طريق استراتيجي يربط بلدة العوينات وبلدة غات أقصى جنوب ليبيا، ويوصل هذا الطريق إلى الحدود النيجرية عبر ممرات تخترق عرق مرزوق. وفرض مسلحون ملتحون منطقهم، قدّر شهود عيان عددهم بأكثر من 40 شخصا يرتدون الزي الأفغاني، ويتكلم عدد منهم الحسانية والعربية، على طريق مهم في أقصى الجنوب الغربي في ليبيا يربط بين بلدتي العوينات وغات وفتشوا السيارات وجردوا مواطنين ليبيين من أسلحة خفيفة وعملات أجنبية وحلي. وكشف مصدر أمني بأن لاجئين ليبيين اخترقوا الحدود أكدوا بأن مسلحين يرتدون الزي الأفغاني فتشوا عدة سيارات وشاحنات واستولوا على أموال وحلي ذهبية وأمتعة من تجار وأصحاب سيارات وشاحنات. وسألوا المسافرين عن أوضاع المدن الليبية وأماكن تواجد القوات الموالية للقذافي وكذا المعارضين، ووجه أحد قادتهم كلمة للمسافرين بعد تجميعهم. وتشير المعلومات المتوفرة إلى أن عدد المسلحين كان كبيرا وفاق الأربعين شخصا وكانوا على متن سبع سيارات ذات دفع رباعي بعضها مجهز برشاشات ثقيلة. ويعد هذا الظهور العلني الأول لمسلحي تنظيم القاعدة في جنوب البلاد الليبية، وتعتقد مصالح الأمن أن أفراد تنظيم القاعدة ينصبون الكمائن لقوات القذافي وقوات المجلس الانتقالي من أجل الاستيلاء على السلاح والمؤن. ويعد هذا هو الظهور العلني الأول لمسلحي تنظيم القاعدة في ليبيا، وتشير معلومات متوفرة لدى مصالح الأمن الجزائرية المتابعة لملف تنظيم القاعدة في الساحل إلى أن ما لا يقل عن 50 من مسلحي كتائب الصحراء في تنظيم القاعدة في بلاد المغرب، يوجدون منذ عدة أشهر في ليبيا، حيث شاركوا في تدريب سلفيين ليبيين. من جهة أخرى، قال شهود عيان ليبيون وصلوا إلى منطقة ''تانوس''، جنوب جانت، فروا من قتال نشب هناك بين مسلحين توارف وقوات موالية للمجلس الانتقالي، إن مسلحين يرفعون أعلام المجلس الانتقالي قتلوا دون محاكمة عددا من ضباط وأفراد الجيش الليبي، رغم أن هؤلاء لم يبدوا أي مقاومة، وكان من بين القتلى أفراد ينحدرون من عائلة ''سمالي'' التارفية. وقد دفعت تصرفات المسلحين بعض العناصر المنتمين إلى قبائل تارفية لحمل السلاح والتصدي للمسلحين. وقال ''دقنان بشير''، وهو ليبي لجأ إلى جانت قبل أيام، إن بعض المسلحين الذين اقتحموا غدامس لم يكونوا من أهل المدينة وبحثوا عن الموالين للقذافي في كل مكان في المدينة ثم قتلوا بعض الضباط، ويدعى أحد القتلى ''إيفتنت جمال''، وهو ضابط في الجيش الليبي قتل قرب بيته في مدينة غات''، حسب المتحدث. وتشهد مناطق الحدود الجزائرية الليبية حالة فوضى كبيرة، وتتواصل الاشتباكات بين مسلحين أعلنوا الولاء للمجلس الانتقالي وبين فلول القوات النظامية الموالية للقذافي وقبائل التوارف التي تعرضت لاعتداءات من طرف مسلحين في مناطق القطرون وغدامس وغات. وفي اتصال هاتفي قال السيد بلوجة عبد الرحمن، وهو ليبي لاجئ وصل إلى جانت، الأربعاء الماضي، قادما من غدامس في الشمال، إن ''مسلحين يحملون أعلام المجلس الانتقالي يجوبون الصحراء منذ عدة أيام في قوافل سيارات ذات دفع رباعي بحثا عن القوات النظامية''، وقد أثار قتل عدد من أفراد الجيش الليبي، الثلاثاء الماضي، في غدامس غضب السكان، حيث كان من بين القتلى أبناء قبائل تارفية معروفة، وأضاف المتحدث إنه ''شاهد بأم عينه سبع جثث لقتلى عسكريين شباب في منطقة كونين جنوب غدامس''.