العشرات من ضباط الشرطة والجيش الليبيين يفرون إلى معبر الدبداب ذكرت مصادر من داخل مدينة غدامس الليبية، بأن اشتباكات مسلحة وقعت ليلة أمس بين عائلات من التوارق الليبيين الذين تتهمهم قوات المعارضة المسلحة بدعمهم للقذافي والقاطنين بالمدينة المذكورة التي تبعد ب20 كلم عن معبر الدبداب الحدودي وقوات المجلس الانتقالي التي تسيطر على المنطقة الحدودية. شرعت قوات ''الانتقالي'' منذ 10 أيام في تصفية أنصار النظام السابق والموالين للقذافي سواء عسكريين أو مدنيين. وقالت المصادر ذاتها أن هذه الاشتباكات التي اندلعت بعدما تلقى هؤلاء التوارق والموالين للقذافي قبل يومين أوامر من هذه القوات بالخروج من مدينة غدامس والعودة إلى بلدانهم لأنهم ليسوا من المنطقة. وشنت عليهم حربا وصفوها بالانتقامية أسفرت عن مقتل 8 أشخاص وعشرات الجرحى، في حين ذكر شهود عيان أن عدد القتلى قدر بالعشرات، سقطوا برصاص قوات المعارضة المسلحة التي اقتحمت منازلهم وأطلقت عليهم الرصاص بطريقة عشوائية. كما قامت باعتقال عدد من هؤلاء من بينهم نساء والاعتداء عليهم وأخذهم إلى وجهة مجهولة. وفي اتصالهم ب''الخبر'' لم يخف بعض من ممثلي التوارق بمدينة غدامس الليبية تخوفهم من الانتقام وتصفيتهم جسديا من طرف المعارضة المسلحة، بعد وصول عدد كبير من مقاتليها، وأوضح هؤلاء أن تعاقب الأحداث وتسارعها وضعهم في موقف حرج، وبات يستدعي تدخل المجتمع الدولي لإنقاذهم من اعتداءات المجلس الانتقالي، أو إيفاد لجنة أممية للوقوف على أحوالهم، خاصة وأن ليبيا تضم أزيد من 500 ألف تارفي موزعين على مدن غدامس وغات أوباريوسبها، وارتباطهم الوثيق بها منذ عقود وصلت إلى حد مصاهرتهم لبعض الأسر الليبية. وتشير أنباء توفرت لدى ''الخبر'' من ليبيين في منطقة غدامس، أن قوات المعارضة المسلحة اقتحمت في وقت سابق منازل عائلات مسؤولين عسكريين ومدنيين في نظام القذافي، من بينهم رئيس شعبية غدامس حيث تحوم 7 مركبات في الشارع تابعة ل''الانتقالي'' وفتحت نيران أسلحة ثقيلة ورشاشات عليها، مما تسبب في إصابة المتواجدين بداخل المدينة. وتسبب هذا الانزلاق في نزوح أزيد من 220 عائلة ترفية نحو الدبداب، حيث نصب لهم خياما تتوفر على أفرشه وأغطية ومواد غذائية. أحدهم ضابط سام اعتقله درك إليزي العشرات من ضباط الشرطة والجيش الليبيين يفرون إلى معبر الدبداب علمت ''الخبر'' من مصادر مطلعة أن 12 ضابطا في الشرطة والجيش الليبيين الذين يعملون بالمدن الواقعة جنوبطرابلس، لجأوا في اليومين الأخيرين إلى الأراضي الجزائرية من خلال المعابر الحدودية بكل من الدبداب وتين ألكوم وطارات بولاية إليزي. واستنادا إلى ذات المصادر، فإن الشرطة والعسكريين وعدد منهم مرفوقين بعائلاتهم، دخلوا التراب الجزائري بالزي المدني، أغلبهم من دون أي سلاح. ويوجد بينهم ضابط سام في الجيش يعمل في مدينة سبها جنوب العاصمة طرابلس. وقد ألقي عليه القبض بمدينة جانت من قبل قوات الدرك الوطني ومعه مسدس شخصي، بعد أن كشفوا لمصالح الأمن الجزائرية بالحدود بأنهم رجال أمن يعملون في المدن الجنوبية للجماهيرية الليبية. ولجأ هؤلاء إلى الجزائر خوفا على حياتهم بعد أن أعلنوا دعمهم للقذافي في حربه مع المعارضة المسلحة بالمدن الجنوبية، والتي ما زال رجال الشرطة والجيش فيها موالين للقذافي. ونقلت المصادر عن الضباط الليبيين قولهم بأن جميع المؤشرات تؤكد أن العقيد القذافي انتهى، مؤكدين هروب كل مساعديه المقربين بعد سقوط طرابلس في يد المعارضة المسلحة التي انضم إليها عدد كبير من الضباط والجنود.