ٌ سقط نظام العقيد معمر القذافي، ولم يكن سقوطه مدويا في طرابلس فحسب، بل وصل صداه إلى لندن التي تشهد بداية خريف سياسي عاصف، بسبب تبعثر الأوراق السرية لمخابرات العقيد الليبي. فواحدة من هذه الأوراق تقول إن قطر خططت لاغتيال سيف الإسلام القذافي في عاصمة الضباب. وتواجه كل من الحكومة البريطانية وجهاز استخباراتها القوي هزّة غير مسبوقة، بعد تسريبات عن تعاون استخباراتي بريطاني مع استخبارات القذافي، وكذا عن دور قطري في محاولة لاغتيال سيف الإسلام القذافي، أثناء إحدى زياراته إلى لندن، من قبل جماعة إسلامية. ودعا رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، إلى التحقيق في الاتهامات الموجهة إلى أجهزة الأمن البريطانية بالتورط مع المخابرات الليبية، بخصوص تعاون وثيق كان موجودا بين أجهزة الأمن الليبية وأجهزة الأمن البريطانية والمخابرات المركزية الأمريكية. وكشفت صحيفة ''أندبندنت'' أن جهاز الأمن الخارجي البريطاني ''أم آي ''6 وشرطة سكوتلنديارد أنقذتا سيف الإسلام، نجل العقيد الليبي معمر القذافي، من مؤامرة اغتيال خططت لها جماعة إسلامية على الأراضي البريطانية. وقالت الصحيفة في تقرير كتبه ''تيم سنكوبتا'' من العاصمة الليبية طرابلس إن الكشف جاء في وثائق سرية عثرت عليها في ليبيا، وأظهرت أيضا أن الاستخبارات البريطانية تشتبه في وجود صلة بين مؤامرة اغتيال سيف الإسلام وقطر، الحليف العربي الأول للغرب حاليا ضد النظام الليبي. وأشار التقرير إلى أن ليبيا طلبت مساعدة بريطانيا لإنقاذ حياة سيف الإسلام القذافي، ووردت تفاصيل ذلك في رسالة وجهها مسؤول بارز في جهاز ''أم آي ''6 إلى مسؤول رفيع المستوى بوزارة الخارجية الليبية، وعُثر عليها بين وثائق عديدة تتعلق بسيف الإسلام في مكتب وزير الخارجية الليبي السابق موسى كوسا، الذي انشق عن النظام في الأيام الأولى للثورة. ونقلت الصحيفة عن الرسالة أن ''الطلب الليبي تم تمريره إلى الفرع الخاص بشرطة العاصمة لندن، والذي وضع سيف الإسلام على لائحته للأشخاص المعرضين للخطر، وزاره حين أقام في لندن لمناقشة التهديد معه وبدا مقتنعا بالتدابير التي جرى اتخاذها لحمايته''. وأضافت الصحيفة أن جهاز ''آم آي ''6 اتصل بنظيره الفرنسي بعد أن أبلغته السلطات الليبية أن خلية إرهابية على علاقة بقطر كانت تخطط لتصفية سيف الإسلام في باريس، وأبلغ الفرنسيون المسؤولين البريطانيين وقتها أن وزير الداخلية القطري الشيخ عبدالله بن خالد آل ثاني يزعم بأنه ''كان يُعرف بتعاطفه مع الجماعات الإسلامية المتطرفة''. وأشارت الصحيفة إلى أن الفرنسيين لم يقدموا أية أدلة تدعم هذا الاتهام، ولكن مسؤولين في أجهزة الاستخبارات الأمريكية كانوا يعتقدون في العام 2003 أن الوزير القطري نفسه كانت له صلات بتنظيم القاعدة. ونقلت ''أندبندنت'' عن تقرير نشرته صحيفة ''لوس أنجلس تايمز'' الأمريكية، في مارس ,2003 أن الشيخ عبد الله بن خالد آل ثاني ''حمى إرهابيين بمزرعته''. وأكد ريتشارد كلارك، مدير مكافحة الإرهاب السابق في البيت الأبيض، أن دور الشيخ خالد كرئيس للأمن داخل قطر شكل خطرا جسيما على القوات الأمريكية المنتشرة في قطر.