تراجعت أسعار المآزر هذه السنة مقارنة مع السنة الماضية، فبإمكان أولياء التلاميذ اقتناء مآزر زرقاء أو وردية بمعدل أسعار 600 دينار للمئزر الواحد. وبعد ثلاث سنوات من إجبارية حمل التلاميذ لمآزر من اللونين، أصبح بمقدور أي كان أن يجدها، نظرا للوفرة الكبيرة المسجلة خلال الدخول المدرسي الحالي. خلافا للسنوات الماضية، لم يجد هذه السنة أولياء التلاميذ صعوبات في شراء المآزر، وانتقلت المنافسة من الزبائن إلى التجار. فأغلب محلات الملابس في شوارع العاصمة أصبحت تعرض بكميات كبيرة مآزر مصممة حسب المعايير التي حددتها وزارة التربية، ومن ذلك الألوان الزرقاء بالنسبة للذكور والوردية بالنسبة للإناث، في حين أن البيضاء مخصصة لتلاميذ الثانويات. وفي استطلاع أجرته ''الخبر'' على مستوى بعض محلات العاصمة، أكد مسيرو هذه الأخيرة أن العرض خلال السنة الجارية كان كافيا لتغطية الطلب المتمثل نظريا في أكثر من 8 ملايين تلميذ. وأكد أغلبهم أن الجديد في الدخول المدرسي الحالي هو غياب الضغط المسجل في بداية فرض إلزامية ارتداء المآزر وفق الإجراءات التي حددتها وزارة التربية. فبعد ثلاث سنوات أصبح بإمكان أي كان أن يشتري مئزرا هذه الأيام. وأوضحت بائعة بمتجر ''أريج'' في بلدية الدرارية أن الاستعداد لهذه السنة كان عبر توفير المآزر بالعدد الكافي، وحسب المقاسات والألوان المطلوبة، وهو ما أكدته بائعة أخرى في متجر ''بيبي سات''، بنفس البلدية، حتى وإن شددت على أن الإقبال الكبير على مآزر الأقسام التحضيرية، أي ذوي أعمار 5 سنوات، أدى إلى نفاذها بفعل ارتفاع الطلب عليها، في حين أن تاجرا ب''مركز القدس'' اعتبر أن الإشكال الوحيد الذي شهده محله هو النقص في المآزر المطلوبة من تلاميذ الطور الثانوي ذات اللون الأبيض. وقد أوضح تاجر بالقبة أن مسألة نفاد المقاسات مرتبطة بحالات معينة متعلقة بطلبات خاصة يتلقاها كل محل تجاري، وهذا لا يعني، حسبه، عجزا في السوق، وإنما الأمر يتعلق بمسألة التموين وبرمجته. وشدد المتحدث على أن الدخول المدرسي الجديد اختلف على سابقيه، إلى درجة أن المآزر أصبحت متوفرة حتى لدى باعة الأرصفة، ما زاد الأمر منافسة، وجعل الأسعار تنخفض نسبيا مقارنة بأسعار السنة الماضية. وخلال الجولة في محلات العاصمة اتضح أن أسعار المآزر قد استقرت في حدود 600 دينار ما بين المنتوج المحلي والمنتوج المستورد، خاصة من الصين، وقد يصل السعر إلى أعلى مستوى، لكن أغلبية التجار أكدوا أنه لن يتجاوز 1400 دينار، حسب مستوى الجودة، مشيرين إلى أنهم فضلوا عدم عرض مآزر بأسعار أعلى، خشية كسادها أمام المنافسة الشديدة، وكذا بالنظر إلى تزامن الدخول المدرسي مع مناسبة العيد التي ترهق عادة ميزانية العائلات، فتلجأ هذه الأخيرة إلى اقتناء المآزر الأقل أسعارا. المنتوج الوطني لا يغطي سوى 5 بالمائة من الطلب المآزر الصينية والتركية تغزو المدارس الجزائرية كشف رئيس الفيدرالية الوطنية لعمال قطاع النسيج والجلود، عمار تاكجوت، بأن الإنتاج الوطني للمآزر يغطي أقل من 5 بالمائة من طلب السوق الوطني، حيث يتم استيراد ما تبقى من الاحتياج المحلي من العديد من الدول، خاصة الصين وتركيا. وأكد السيد عمار تاكجوت، في تصريح ل''الخبر''، بأن من مجموع طلب يصل إلى 8 ملايين مئزر، خاصة مع الدخول المدرسي، يتراوح إنتاج الوحدات الوطنية للمآزر ما بين 300 ألف إلى 500 ألف مئزر، فيما يتم استيراد ما تبقّى من الصين وتركيا. من جهة أخرى، أرجع رئيس الفيدرالية الوطنية لعمال قطاع النسيج والجلود تراجع الإنتاج الوطني للمآزر إلى تحويل المؤسسات القطاع الخاص لنشاطها نحو الاستيراد، بعد أن كانت مختصة في عمليات تفصيل المآزر، فنشاط الاستيراد يحقق مردودية وربحية أكبر، وفي فترة زمنية أقل بكثير، مقارنة بما كانت تحققه في مجال إنتاج المآزر وطنيا. وحسب السيد عمار تاكجوت فإن المزايا التي توفرها الحكومة في مجال استيراد المآزر تشجع هذا النشاط على حساب الإنتاج محليا، حيث تبقى تكاليف الإنتاج مرتفعة. في نفس الإطار، دعا محدثنا السلطات العمومية إلى تشجيع إنشاء المؤسسات الصغيرة والمتوسطة المختصة في مجال التفصيل، مشيرا إلى أن القطاع الخاص كان يوفر ما يصل إلى 2 مليون مئزر سنويا قبل تحويل نشاطه إلى الاستيراد. وبالنسبة للمصانع المختصة في مجال التفصيل والتابعة لقطاع النسيج والجلود، قال عمار تاكجوت بأنها تصل إلى 20 وحدة لا يمكنها تلبية جميع الاحتياجات الوطنية الخاصة بسوق المآزر بحكم الطلبيات المكثفة، التي تنجزها لصالح مؤسسات وطنية أخرى. على صعيد آخر، أوضح ذات المسؤول بأن المئزر المستوردة ذات نوعية قاعدية، يمكن للمؤسسات الوطنية إنتاجها محليا عوض استيرادها من الخارج. في نفس السياق، أكد السيد عمار تاكجوت بأن استيراد المآزر سيستمر خلال السنوات المقبلة، ليغزو كليا الأسواق الوطنية في حال عدم تدخل السلطات العمومية لتشجيع الإنتاج عن طريق التكثيف من منح قروض للاستثمار تضمن خلق مناصب جديدة في قطاع التفصيل. رئيس اتحاد جمعيات أولياء التلاميذ ل''الخبر'' ''توحيد لون المآزر أمر مستحيل'' كشف رئيس اتحاد جمعيات أولياء التلاميذ، خالد أحمد، أمس، بأن توحيد ألوان المآزر لا زال يثير المشاكل، خصوصا وأن الألوان تختلف أصلا. كما نقل احتجاج الأولياء على التهاب أسعار المآزر التي تتراوح ما بين 400 و1200 دينار. أوضح المتحدث، في تصريح ل''الخبر''، بأن أولياء أكثر من 8 ملايين تلميذ، حائرون في مسألة اقتناء المآزر، التي أصبح لونها إجباريا بالأزرق بالنسبة للذكور والوردي بالنسبة للبنات. وقال رئيس اتحاد جمعيات أولياء التلاميذ بأن ''توحيد المآزر لا يزال أمرا مستحيلا، خصوصا وأنه لم يتم فرض اللون المحدد، إن كان داكنا أو فاتحا، ما يجعل الألوان تختلف من مئزر إلى آخر''. ودعا المتحدث وزارة التربية الوطنية إلى ضرورة فرض لون ونوع محدد من القماش على المصنعين، لتكون المآزر موحدة فعلا. وفيما يتعلق بارتفاع أسعار المآزر، وردا على التجار المسوقين لها، قال المتحدث ''مع كل دخول مدرسي تعرف أسعار المآزر ارتفاعا كبيرا، وهذا أمر غير معقول، حيث أن أغلبها من نوعية رديئة، ولا يعقل أن يصل سعرها إلى 1200 دينار''، ما أجبر الأولياء على التخلي عن المآزر الجاهزة. وأضاف أحمد خالد بأن ارتفاع الأسعار دفع بالأولياء إلى التوجه لخياطة المآزر بدل شرائها توفيرا لبعض المال، خاصة وأن الدخول المدرسي لهذه السنة جاء في ظروف استثنائية تزامنت ومصاريف عيد الفطر المبارك ومصاريف شهر رمضان.