أعلن الاتحاد الإفريقي، أمس، اعترافه بالمجلس الانتقالي الليبي ممثلا شرعيا للشعب الليبي، في مؤشر قوي على ''طي'' صفحة نظام العقيد القذافي، المختفي عن الأنظار منذ سقوط العاصمة طرابلس، والذي وصف ما يجري في ليبيا الآن ب''المسخرة''. قال القذافي في رسالته الصوتية المسجلة على قناة ''الرأي'' إن ''طائرات حلف شمال الأطلسي لن تدوم''. وتابع: ''النظام السياسي في ليبيا هو نظام سلطة الشعب الذي يمارسه كل الليبيين رجالا ونساء. وهذا النظام من المستحيل الإطاحة به''. ويأتي تصريح القذافي ليدعم معنويا القوات الموالية له في بني وليد وسرت وسبها في مواجهة قوات المجلس الانتقالي، الذي يوجد ممثلون عنه في نيويورك بمقر الأممالمتحدة للحديث عن مستقبل ليبيا ما بعد القذافي. وأعلن مصطفى عبد الجليل، رئيس المجلس الانتقالي، من نيويورك، عن آخر حصيلة لضحايا الحرب في ليبيا. وقال إنها بلغت 25 ألف قتيلا. وتتابع قادة الدول الكبرى في طلب دعم المجلس الانتقالي، خصوصا فرنسا والولايات المتحدةالأمريكية. على الأرض، انسحبت قوات المجلس الانتقالي من بني وليد مرة أخرى بعد قصف صاروخي من قوات القذافي. وتحدثت صحيفة ''قورينا'' عن سيطرة المقاتلين على مطار سبها وعلى أهم شوارع المدينة الصحراوية، بينما تم الإعلان عن توقيف رئيس جهاز مخابرات القذافي في الكفرة، العميد بلقاسم الأبعج، وذلك بين سبها ومنطقة أم الأرانب التي تقع على بعد مائة كيلومتر جنوب شرقي سبها. وذكر ناطق عسكري أن الأبعج ألقي القبض عليه حين كان يتنقل مع أفراد أسرته ومرافقيه في خمس سيارات دفع رباعي. سياسيا، أعلن في طرابلس العاصمة عن تأسيس ما يسمى ب''المجلس الأعلى لحماية الثورة الليبية''. وأكد البيان التأسيسي، الذي نشرته قناة ''الجزيرة''، أن ''هذا المجلس ليست له أية مطامع سياسية، وهدفه في المقام الأول حماية الثورة وبناء مجتمع مدني متحضر وتوعية المجتمع الليبي لانتهاج الانتخابات كطريق للوصول إلى الحكم''. وأضاف أن المجلس لا ينكر على جميع الأفراد الليبيين ممارسة السياسة انطلاقا من مرجعيات أصولية أو فكرية، ولكن بعيدا عن الصراع الطائفي أو الإيديولوجي. وأفاد البيان بأن المجلس عقد أول اجتماع تحضيري له في سجن عين زارة بطرابلس في مارس الماضي. وفي تداعيات إخفاق المجلس الانتقالي في تشكيل حكومة جديدة، صرح المكتب السياسي لائتلاف 17 فيفري في ليبيا أن تشكيل حكومة انتقالية قبل إعلان التحرير مخالف لما نص عليه الإعلان الدستوري، الذي لم يتم إطلاع الرأي العام الدولي عليه بشكل كاف. وتحفظ ائتلاف 17 فيفري في بيان صحفي على ''أداء محمود جبريل طيلة فترة الثورة الليبية''.